انتقدت حركة «حماس» بشدّة، أول من أمس، تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، بشأن المصالحة الوطنية، واتهمته بمحاولة تصدير أزمته الداخلية في الضفة الغربية وتحويلها إلى مساجلة إعلامية مع «حماس». وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة، طاهر النونو، إن خطاب عباس «تعبير عن حالة الإفلاس وفشل مشروعه السياسي والاقتصادي، وهو يستعيد خطاب الانقسام التوديعي». وكان عباس هاجم «حماس» بشدة خلال مؤتمر صحافي في رام الله، معلناً أنه لا حوار معها قبل أن تسمح بعمل لجنة الانتخابات المركزية، ووجّه انتقادات حادة للدول التي تستقبل قادة «حماس» كممثلين عن الشعب الفلسطيني، في إشارة الى القاهرة.
ورأى النونو أن ذلك «فشل سياسي وتخبّط، ولا يعلم كيف يخرج من أزمته الداخلية، لذلك ينتقد «حماس» والقاهرة وطهران والدول العربية» الأخرى. وقال إن «عدداً من العواصم العربية استقبلت هنية وليس فقط القاهرة، وبالتالي انتقاده موجهٌ لكل الدول العربية».
ونفى النونو ما قاله عباس عن أن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أكد عدم دعوته لرئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية لحضور قمة عدم الانحياز في طهران قبل أسبوع، وقال إن «عباس أحرج نفسه بتناول هذا الموضوع، لأن نائب الرئيس الإيراني هاتف هنية ودعاه لحضور القمة».
من جهته، وصف المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، خطاب عباس بأنه «توتيري يعزز الانقسام»، معتبراً أن «الخطاب كان تعبيراً حقيقياً عن الإفلاس السياسي والاقتصادي». وقال إن «عباس حاول إسقاط فشل مشروعه على حركة حماس»، لافتاً إلى أنه «كان لديه محاولة واضحة لتصدير فشلة الداخلي». ورأى أن حديث عباس عن أن «المصالحة هي الانتخابات» بمثابة «تنصّل من اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة حيث تم الاتفاق على أن تعالج الملفات رزمة واحدة... وهذا تنصّل واضح». وختم «عباس انتهت فترة ولايته القانونية، وهو منقوص الشرعية».
وكان عباس قد أعلن أن «المصالحة هي الانتخابات، وأن من يريد بناء إمارة مستقلة في غزة لن ينجح». وأضاف أن «المصالحة لن تتحقق قبل أن تذهب لجنة الانتخابات إلى غزة لبدء التسجيل، وبعد ثلاثة أشهر تبدأ الانتخابات». وأضاف عباس أنه «ليس من حق إسماعيل هنية أن يمثل فلسطين في الخارج كرئيس حكومة، بل بصفته زعيماً لحماس».
وعن دعوة هنية للمشاركة في قمة عدم الانحياز في طهران، قال «لا علاقة له بشيء. هو ليس رئيس وزراء لحكومة مقالة أو غير مقالة، ولا نسمح له بأن يجلس معنا في القمة أو في أي مؤتمر رسمي عربي أو دولي».
من جهة ثانية، أعلن عباس أن السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع والعشرين من الشهر الجاري لطلب عضوية غير كاملة لدولة فلسطين. وقال «نذهب لنقول نحن دولة وفق اتفاقية جنيف الرابعة، دولة تحت الاحتلال معروفة حدودها وسيادتها، ونريد أن نصل إلى هذه النقطة». وأشار إلى أن هناك 133 دولة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وهناك عشرات الدول التي يوجد معها علاقات وتمثيل، متسائلاً عن سبب رفض أميركا هذا التوجه. وأكد أن هناك ضغوطاً شديدة من واشنطن وغيرها لثني الفلسطينيين عن تقديم هذا الطلب.
إلى ذلك، طالبت جماعة «مجلس شورى المجاهدين» السلفية في غزة الحكومة المقالة بالإفراج عن أحد عناصرها، مشيرة إلى أنه اعتقل عقب إصابته في غارة إسرائيلية، وأنه مضرب عن تناول الدواء في سجنه. وقالت الجماعة في بيان إن «المجاهد الجريح محمد رشوان المصاب في غارة صهيونية استهدفته في مدينة رفح ممتنع منذ خمسة أيام عن تناول الدواء في سجن أنصار (غرب غزة) التابع لجهاز الأمن الداخلي في حكومة حماس المتسلطة». ودعت الجماعة «علماء الأمة الإسلامية وعقلاء «حماس» الى ثني الحركة عن التمادي في هذا الظلم بحق المجاهدين».