أصدر قاضي محكمة الجنايات المركزية في بغداد، أمس، حكمين بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ومدير مكتبه أحمد قحطان لإدانتهما بقضيتين؛ الأولى مقتل المحامية سهاد الخفاجي والثانية مقتل المجنى عليه طالب بلاسم وزوجته سهام إسماعيل. وقال القاضي، خلال الجلسة، إن «الأدلة المتحصلة ضد كل من طارق أحمد بكر (الهاشمي) وأحمد قحطان كافية لتجريمهما بتهمة قتل المجنى عليها المحامية سهاد الخفاجي والمجنى عليه العميد طالب بلاسم وزوجته سهام إسماعيل، وتحديد عقوبتهما بالإعدام شنقاً حتى الموت».
كذلك قرر القاضي عدم تجريم الهاشمي ومدير مكتبه وإلغاء التهم الموجهة إليهما في قضية المجنى عليه إبراهيم صالح وزوجته لعدم كفاية الأدلة. كذلك قرر الحجز على أموال المدانين واعتقالهما، ودعا المدعين بالحق الشخصي إلى مراجعة المحاكم المدنية للمطالبة بحق التعويض بعد اكتساب القرار الدرجة القطعية.
وكانت محاكمة الهاشمي وعناصر حمايته المطلوبين بتهمة الإرهاب غيابياً استؤنفت في العاصمة بغداد، أمس، فيما استمعت محكمة الجنايات إلى مرافعة محامي الدفاع.
ميدانياً، قتل 60 شخصاً وأصيب 271 آخرون بجروح في سلسلة تفجيرات بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة شهدتها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية. أعنف هذه الهجمات كانت في محافظة ميسان، حيث قتل 16 وأصيب 60 شخصاً بتفجير مزدوج بسيارتين مفخختين استهدفتا حسينية في منطقة علي الشرقي، شمال مدينة العمارة مركز المحافظة.
وفي كركوك، قتل 11 شخصاً وأصيب 38 آخرون بينهم 8 قتلى في تفجير سيارة مفخخة استهدفت مركزاً للتطوع في حماية المنشآت النفطية شمال غرب المحافظة.
وفي العاصمة بغداد، قتل ستة مدنيين وأصيب سبعة آخرون بتفجير ثلاث سيارات مفخخة في قضاء التاجي. كذلك قتل ثلاثة من عناصر الجيش العراقي ومسلحان اثنان باشتباك في منطقة حميد شعبان، غرب بغداد.
وفي البصرة (جنوب)، أعلنت مصادر أمنية عراقية أن أحد عشر عسكرياً عراقياً، بينهم ضابطان، قتلوا وجرح ثمانية آخرون ليل السبت الاحد في هذا الهجوم.
وفي سامراء، أعلن مقدم في الشرطة مقتل عقيد في الشرطة وشرطي، وإصابة شرطيين بجروح، بسيارة مفخخة مركونة على الطريق الرئيسي جنوب المدينة، انفجرت «ما أدى الى مقتل ضابط شرطة برتبة عقيد وشرطي وإصابة اثنين من رفاقهما بجروح».
وفي محافظة صلاح الدين، قتل آمر أحد أفواج صلاح الدين العقيد الركن ثائر إدريس وأحد عناصر حمايته، وأصيب اثنان آخران، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته على جانب طريق في ناحية الإسحاقي (جنوب تكريت).
وفي ردود الفعل، اتهمت وزارة الداخلية العراقية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجيرات والهجمات. وشددت الوزارة، في بيان، على أن هذه الهجمات هي «استهداف طائفي واضح لإثارة الفتن الطائفية وزيادة الاحتقانات السياسية وتشتيت الجهود الأمنية»، معتبرةً أن «أهداف هذه الهجمات تصبّ في طاحونة قوى متربصة بأمن العراقيين»، من دون الإفصاح عن هوية هذه القوى.
وأكدت الوزارة أن الهجمات جاءت في سياق استراتيجية قوى الإرهاب الرامية إلى استثمار الأجواء السياسية الداخلية والإقليمية لإعادة صورة المشهد الأمني الى ما كانت عليه قبل خطة فرض القانون. وشدّدت على أن «جراح العراقيين ستزيدهم إصراراً وعناداً في رفض الانصياع لإرادة الإرهاب ومخطّطاته الخبيثه، كما ستزيد إرادة القوى الأمنية صلابة في مواجهة الإرهاب وحواضنه»، مؤكّدة أن «المعركة ضد الإرهاب مستمرة، وأن قواتنا الأمنية في تطور من حيث العدة والعدد والخبرات، وهي ماضية في تكثيف جهودها لتحجيم الإرهاب».
بدورها، ندّدت فرنسا الأحد «بأشد العبارات حزماً» بالاعتداءات التي شهدها العراق، و«خصوصاً الاعتداء أمام القنصلية الفخرية لفرنسا» في الناصرية، بحسب بيان لوزارة الخارجية الفرنسية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)