تواصل القصف على أحياء وبلدات حلب الخارجة عن سيطرة النظام، وأصاب القصف حيّ الميدان. وقال المرصد إنّ «الحيّ تعرض للقصف من القوات النظامية، ما أدى الى تهدم عدد من المنازل». كما تتعرض أحياء سوق الهال، وطريق الباب، والشعار، ومساكن هنانو للقصف من القوات النظامية السورية، التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين للنظام في أحياء السكري، والزبدية، والإذاعة، والصاخور وأطراف حي الميدان وفي جزء من ثكنة هنانو العسكرية وأطراف حيّ سيف الدولة. وقتل 17 شخصاً وأصيب أكثر من أربعين آخرين بجروح في تفجير وقع في حي الملعب البلدي بمدينة حلب (شمال)، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقالت الوكالة إن «التفجير الإرهابي في حي الملعب البلدي وقع قرب مشفى الحياة والمشفى المركزي وأدى الى استشهاد 17 مواطناً وأكثر من 40 جريحاً في حصيلة أولية، إضافة الى أضرار مادية كبيرة في المشفيين ومدرسة النسور الذهبية للأطفال والمباني المجاورة».
كذلك ذكرت «سانا» أنّ «قواتنا المسلحة حرّرت 30 مخطوفاً من أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة، جنوب معهد التدريب المهني في منطقة ميسلون بحلب». وأضافت إنّ «وحدات من قواتنا المسلحة اشتبكت مع إرهابيين قرب جامع الفرقان في منطقة العرقوب، وكبّدتهم خسائر فادحة، كما استهدفت فلول الإرهابيين الفارين من ضرباتها في منطقة ميسلون باتجاه حيّي الصفا والشعار، وقضت على العدد الأكبر منهم».
وقصف الجيش السوري قرى خربة غوالة، والكتيبة، ومنطقة اللجاة، وبلدات حيط، وسحم الجولان في محافظة درعا، حيث «قتل وجرح سبعة من القوات النظامية إثر استهداف حاجز من قبل مقاتلين»، وفقاً للمرصد.
وقتل ثلاثة مقاتلين مناهضين للنظام، أحدهم جندي منشق إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في قرية نافعة في ريف درعا. وفي محافظة إدلب، تعرضت قرى وبلدات عدة للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت «اشتباكات عنيفة» في قرية أم الغار في ريف مدينة جسر الشغور، وسط أنباء عن سيطرة المعارضين المسلحين على مركز عسكري في البلدة. كما هزت «انفجارات عنيفة» مدينة إدلب من الجهة الغربية، وسمعت أصوات إطلاق نار بشكل عشوائي في المدينة. وقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفلان، جراء القصف على بلدة سلقين في ريف إدلب، ودارت «اشتباكات عنيفة» رافقها قصف على المزارع المحيطة.
وقتل ستة أشخاص في مدينة دير الزور، جراء أعمال قنص وتبادل إطلاق نار وقصف على المدينة. وفي حمص قتل تسعة مدنيين، بينهم خمس نساء جراء القصف على قرية الغجر في ريف المحافظة، بينما قتل ثلاثة مدنيين آخرين، بينهم امرأة وطفلة إثر «القصف العنيف» الذي تعرضت له بلدة الحولة القريبة، وفقاً للمرصد. وفي حمص، قتل ثلاثة رجال، على الأقل، أحدهم قائد كتيبة معارضة مسلحة جراء القصف على أحياء حمص القديمة. وفي وقت سابق، تعرض حيّ الخالدية وبلدة تلدهب، التي تشهد حركة نزوح خوفاً من اقتحامها، للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات في حيّ باب هود، بحسب ما أفاد المرصد. فيما عثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية في حيّي برزة وجوبر في ريف دمشق، بينما قتل مدني برصاص القوات النظامية في حيّ برزة.
من ناحية أخرى، قتل أربعة أشخاص، على الأقلّ، وأصيب آخرون بجروح في هجوم استهدف حافلة تقل مدنيين وعسكريين قرب مدينة حمص يوم أمس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون الرسمي.
من جهته، قال المرصد إنّ «هجوماً بجهازي تفجير استهدف اليوم حافلة تقلّ مدنيين وعسكريين في حمص، ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات». لكنه أكد في الوقت نفسه أن «أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم».
بالمقابل، أعلن التلفزيون السوري مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين «بتفجير عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية بباص شبه بولمان على طريق حمص _ مصيف».
في سياق آخر، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أنّ قسماً من مدينة حلب انقطعت عنه مياه الشرب، بعد تدمير أنبوب رئيسي للتوزيع في حيّ بستان الباشا شمال المدينة. وقال المرصد إنّ «أنبوباً رئيسياً لتوزيع المياه دمّر قرب مقر شركة المياه العامة في بستان الباشا. إن الأمر خطير لأن هذا الأنبوب ينقل المياه الى كلّ المدينة». وأوضح «لا نعرف كيف دمر الأنبوب، لكن كانت هناك غارات جوية ومعارك في هذا القطاع». فيما أكد مدير الشركة للصحافيين أن «مشكلة وقعت في الأنبوب». وقال «لا أعرف حجمها لأنه لا يمكنني إرسال فريق الى المكان للتحقق من الأمر». ولفت سكان إلى أنّ نصف المدينة، وخصوصاً الأحياء الشرقية والشمالية، محرومة من المياه.
ويقع الأنبوب بمحاذاة حيّ بستان الباشا وحي الميدان. ووقعت معارك عنيفة بين جنود نظاميين ومعارضين مسلحين كانوا يحاولون العودة الى حيّ الميدان، وهي منطقة تسيطر عليها قوات أمنية تابعة لسلاح الجوّ السوري.
في المقابل، نقلت وكالة «سانا» عن محافظ حلب محمد وحيد عقاد قوله إنّ «التغذية جارية بالمياه لكل مناطق حلب، عدا أحياء الميدان والعزيزية والسليمانية، التي توقفت تغذيتها بالمياه جراء عمل إرهابي تخريبي طاول مضختين في منطقة سليمان الحلبي، والعمل جارٍ لإصلاح المضختين وإعادتهما إلى العمل في أقرب وقت».
إلى ذلك، أطلقت السلطات السورية، يوم أمس، سراح 35 موقوفاً ممن شاركوا في الأحداث الأخيرة في دمشق وريفها. وذكرت وكالة «سانا» أنّه تمّت «تسوية أوضاع 35 شخصاً ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة، ولم تلطخ أياديهم بالدماء»، مشيرةً الى أنه «جرى إطلاق سراحهم بعد تعهدهم بعدم العودة الى حمل السلاح وأعمال التخريب، أو كلّ ما يمسّ بأمن سوريا مستقبلاً».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)