أثار التواري غير المبرر عن الحياة العامة لنائب الرئيس الصيني شي جين بينغ تكهنات كثيرة بشأن سبب غيابه، وسط ترجيحات الخبراء بأن تكون فرضية تعرضه لمشكلة صحية هي الأكثر احتمالاً. وترفض وزارة الخارجية الصينية تبرير سبب إلغاء شي أربعة لقاءات منذ الأربعاء، منها لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي. ورداً على سؤال عن هذا الموضوع، اكتفى المتحدث باسم الوزارة هونغ لي بدعوة الصحافيين إلى طرح «أسئلة جدية».
وغذّى تقاعس الجهات المعنية عن إعلان سبب رسمي لإلغاء لقاءات شي، الذي شوهد آخر مرة في مناسبة عامة في الأول من الشهر الحالي، الشائعات، وخصوصاً أن غيابه يأتي في وقت يستعد فيه قادة الصين لتسليم السلطة لجيل جديد من المتوقع أن يترأسه نائب الرئيس.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الصينية في هونغ كونغ، ويلي لام، إن شي جين بينغ تعرض على الأرجح، لدى ممارسته الرياضة، لإصابة استدعت نقله الى المستشفى. وأضاف «إنه يمضي فترة نقاهة، لكنهم يفضّلون ألا يعرضوه للجمهور». لكن شائعات أخرى تحدثت عن تعرضه لأزمة قلبية حادة وإصابة في الظهر أثناء السباحة، أو أثناء ممارسته هوايته بلعب كرة القدم داخل مجمع جونغ نان خاي، مقر إقامة قيادة الحزب الشيوعي والدولة وسط العاصمة بكين.
كذلك، ذهبت شائعات أخرى تداولتها وسائل إعلام تايوانية إلى تعرض نائب الرئيس لمحاولة اغتيال عبر حادث سير مدبر بسيارة مسرعة يقودها أحد أتباع ومؤيدي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني بو شي لاي، الذي تم إقصاؤه وتجميد عضويته في الحزب وتجريده من كافة مناصبه الرسمية أخيراً.
وأمام سيل الشائعات، قال سكوت كينيدي، مدير مركز البحوث حول الصين في جامعة انديانا، الذي يتخذ من بكين مقراً له، إن الأمر «قد يتعلق بمشكلة صحية»، مشيراً إلى أن «القضية مزعجة أكثر من كونها دراماتيكية، لكنها تعرضت للتضخيم لانعدام الشفافية».
وتسعى السلطات إلى منع تفشّي التأويلات بشأن غياب شي. فقد قطع بث شبكة بي.بي.سي. لفترة قصيرة لدى الإشارة الى هذا الموضوع، وأوقفت عمليات البحث المتعلقة بـ«شي جين بينغ» و«آلام في الظهر» على خدمة «ويبو» للمدونات الصينية.
(أ ف ب)