أجرى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات استطلاع المؤشر العربي لعام 2012، وهو يشمل جميع الدول العربيّة التي أُتيح فيها تنفيذه. وهدف الاستطلاع إلى معرفة اتجاهات الرأي العام في المنطقة العربية نحو العديد من القضايا المفصليّة، مثل الديموقراطية؛ والمواطنة؛ والمشاركة السياسية والمدنية؛ وتقويم الرأي العام للثورات العربيّة وتوقعاته لمآلاتها وإنجازاتها، إضافة إلى تقويم المستجيبين لواقعهم الاقتصادي والاجتماعي. وقد أضاف المركز على أسئلة الاستبيان الاعتيادية هذا العام أسئلة متعلقة بقضية راهنة هي الأزمة في سوريا أو «الثورة السوريّة». وأظهر الاستطلاع اتجاهات الرأي العام في فلسطين _ في الضفّة الغربيّة وغزّة _ (أُنجز في شهر تمّوز 2012) نحو الأزمة السوريّة. كما عرض رؤية الرأي العام في فلسطين بشأن حلّ هذه الأزمة.
وتظهر نتائج الاستطلاع أنّ الرأي العام الفلسطيني منحاز لتأييد «الثورة السّورية»؛ إذ يؤيّد 81 في المئة من الفلسطينيّين تنحّي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، ويرى 75 في المئة من الرأي العام الفلسطيني أنّ الحل الأمثل للأزمة السورية يكمن في تغيير نظام الحكم الحالي؛ في حين أنّ نسبة الذين أفادوا بأن الحل الأمثل للأزمة السورية هو في القضاء على الثورة لم تتجاوز 1.1 في المئة. وعلى الرغم من وجود بعض التباينات بين اتجاهات الرأي العامّ في غزّة والضفّة؛ فإنّ تلك التباينات تبقى محدودةً، في ظلّ وجود شبه توافق على تأييد الثورة السوريّة بين أبناء المجتمع الفلسطيني.
بالمقابل، أظهر استطلاع حول اتجاهات الرأي العام الأردني نحو الأزمة السورية، أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أنّ 45% من الأردنيين يرون أن ما يجري في سوريا هو «ثورة ضد النظام» مقابل 41% مقتنعون بأن ما يجري هو «مؤامرة خارجية».
ورأى 57% من المستطلعين أنّ «المعارضة السورية مرتبطة بالدول الأجنبية». فيما أكد تقريباً جميع من استطلعت آراؤهم، وهم نحو 2500 شخص، «الرفض الواضح للتدخل العسكري الخارجي لحلّ الأزمة السورية». وكشف الاستطلاع أنّ نحو 65% من الأردنيين يرفضون استمرار استقبال اللاجئين السوريين على أراضي المملكة. فيما يعتقد 80% منهم أن «من الأفضل وجود اللاجئين السوريين في مخيمات منفصلة». واعتبر 74% أنّ «وجود اللاجئين السوريين خارج المخيّم المقرر لهم يهدد أمن الأردن واستقراره». بينما رأى 88% أن وجودهم يزيد الضغط على الاقتصاد والخدمات. وجاءت محافظة المفرق الأقل تأييداً لاستمرار استقبال اللاجئين السوريين بنسبة 12%، تلتها محافظة معان 13%، ومن ثمّ محافظة العقبة 16%. وأكدت الحكومة الأردنية الخميس الماضي أن أعداد اللاجئين السوريين في المملكة باتت تتجاوز قدراتها.
(الأخبار)