بدأ الموفد الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، زيارته إلى دمشق أمس، على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، في وقت دعا فيه زعيم تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، «جميع المسلمين إلى دعم المعارضة في سوريا»، فيما كرّرت القاهرة ولندن مواقفهما الداعية إلى اسقاط النظام السوري. وعبّر الإبراهيمي، بعد وصوله الى دمشق، عن اعتقاده بأن الأزمة «تتفاقم»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وأضاف «أعتقد أنه لا أحد يختلف على ضرورة وقف النزف وإعادة الوئام الى أبناء الوطن الواحد، ونأمل أن نوفق في ذلك».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي استقبل الابراهيمي ورافقه الى مقرّ إقامته، «نحن واثقون بأن السيد الابراهيمي يتفهم على نحو عام التطورات وطريقة حلّ المشاكل على الرغم من التعقيدات». وأضاف «نحن متفائلون ونتمنى للإبراهيمي كلّ النجاح».
في سياق آخر، دعا زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، في شريط صوتي وضع على الإنترنت، أمس، جميع المسلمين إلى دعم المعارضة في سوريا، قائلاً إن إطاحة الأسد ستقربهم من هدفهم النهائي وهو هزم إسرائيل. ورأى الظواهري، الذي كان يتحدث في ذكرى هجمات 11 أيلول، أن الولايات المتحدة تدعم الأسد لأنها تخشى صعود نظام إسلامي آخر يهدد حليفتها إسرائيل. وشدّد على أن «دعم الجهاد في الشام لإقامة دولة مسلمة جهادية فيه خطوة أساسية للتوجه نحو بيت المقدس، ولذلك تعطي أميركا النظام العلماني البعثي الفرصة تلوَ الأخرى خشية أن تقوم في شام الرباط والجهاد حكومة تهدد إسرائيل».
من جهته، رأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بغداد أن النظام السوري «زائل لا محالة، ومن المستحيل أن يبقى». وأضاف هيغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، أنّه ناقش معه «الحاجة إلى الانتقال الى سوريا أكثر ديموقراطية واستقراراً، وهذا هو الطريق الوحيد لتجنب حرب أهلية طويلة، أو انهيار الدولة السورية أو وقوع عدد أكبر من القتلى وزيادة أعداد اللاجئين». وأشار إلى «أننا نؤيد تأليف حكومة انتقالية تعيد السلام والاستقرار إلى سوريا».
وفي مؤتمر صحافي ثانٍ في البرلمان العراقي، قال هيغ «نحن نعارض تماماً أيّ شحنات أسلحة ترسل من إيران إلى سوريا». واستنكر الوزير البريطاني «المساعدة النشطة التي تقدمها إيران لنظام الأسد حتى يقمع شعب سوريا».
بدوره، قال زيباري «اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديموقراطي وتحقيق نظام ديموقراطي تعددي ممثل لكافة فئات الشعب السوري، وأن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه من دون تدخل أجنبي».
من ناحيته، كرّر الرئيس المصري محمد مرسي، خلال زيارة لمقرّ الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أنّ على الرئيس السوري بشار الاسد التنحي «لأنّ رئيساً يقتل شعبه غير مقبول». وأضاف مرسي «نريد وقف إراقة الدماء، نعتقد أن هناك ضرورة الآن لتغيير النظام في سوريا، هذا ما اتفقنا عليه».
في موازاة ذلك، دعا العاهل الأردني عبد الله الثاني، خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، الى حلّ سياسي يحافظ على وحدة سوريا ويجنّب شعبها المعاناة، على ما أفاد مصدر رسمي. وأشار عبد الله الثاني إلى «الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافته أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين تفوق طاقاته وامكانياته».
وفي السياق، حذّر البرلمان الأوروبي من مغبّة زيادة عسكرة النزاع في سوريا، مؤكداً دعمه لإنشاء ملاذات آمنة على طول الحدود السورية ـــــ التركية وفتح معابر إنسانية، ودعا المعارضة السورية إلى التوحّد وتأليف حكومة موقتة شاملة. وحثّ الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على بذل قصارى جهدها لممارسة ضغط دبلوماسي فعّال على روسيا والصين.
من ناحية أخرى، استغربت وزارة الخارجية السورية قيام بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بإفشال تمرير مشروع البيان الروسي، الذي يدين العمليات الإرهابية التي جرت في مدينة حلب بتاريخ 9 أيلول الجاري. وقالت الوزارة، في بيان لها، إن الأعضاء في مجلس الأمن الدولي «كرّسوا بسلوكهم هذا سياسة الكيل بمكيالين، مبتعدين تماماً عن التمسك بالمبدأ الواضح في ما يخصّ الإرهاب، من حيث إدانته بجميع أشكاله أينما ارتكب وبغض النظر عن مصدره». وأشارت الوزارة إلى «مشاركة هذه الدول في سفك الدم السوري»، معتبرةً أنّه «من غير المستغرب أن تعرقل الدول الغربية الإدانة الصريحة للإرهاب في سوريا، بسبب تورّط هذه الدول وأدواتها في الدعم المباشر والصريح للإرهابيين فيها». وأضافت أن «سوريا دانت باستمرار العمليات الإرهابية التي ضربت ذات العواصم التي تدعم الإرهاب اليوم في سوريا، وأنها ستستمرّ في إدانة الإرهاب بغضّ النظر عن السياسات العدائية لتلك الدول».
ميدانياً، أعلن المعارضون المسلحون إحراز تقدم في منطقة حيّ الميدان وسط حلب، بينما اندلعت معارك في عدة أحياء أخرى في المدينة. وقال أحد المواطنين إن المعارضين المسلحين «كانوا في منطقة بستان الباشا وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي. والآن دخلوا شارعاً في الميدان».
وقتل أحد عشر شخصاً، على الأقل، عندما استهدفت مروحية تقاطعاً في حيّ طريق الباب في حلب، بحسب المرصد. وفي جنوب حلب، تعرّض حيّ بستان القصر للقصف، كما قال مصدر عسكري إن مواجهات حصلت أيضاً في حيّ سيف الدولة غرب المدينة.
وأعلن المرصد، أيضاً، أنّ نائباً سابقاً هو أحمد الترك قتل بنيران قوات الأمن، التي اقتحمت منزله فجراً في حرستا في محافظة دمشق واعتقلت ابنه، كما أفاد عن انفجار سيارة في حيّ ركن الدين في دمشق دون وقوع إصابات مع تعرض حيّ التضامن للقصف.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)