صعّد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، هجومه على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووصفه بأنه «كذّاب وجبان وبعوضة»، مشيراً إلى أنه بصدد إعادة النظر في اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين وفي العلاقة مع السلطة الفلسطينية.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، بأن ليبرمان قال خلال حفل بمناسبة رأس السنة العبرية في وزارته، إن «اتفاق أوسلو هو الخطوة السياسية الأكثر فشلاً منذ قيام الدولة ويجب إعادة تقييمه». ودعا ليبرمان في كلمته إلى ضرورة «مواجهة الواقع والكف عن الهرب من الحقائق ومن الحاجة إلى اتخاذ قرارات صعبة»، مشدداً على وجوب «إجراء إعادة تقييم للعلاقات مع السلطة الفلسطينية».
وهاجم ليبرمان بشدة رئيس السلطة الفلسطينية، معتبراً أن هناك «خطأ أساسياً في الموقف من أبو مازن وحكمه». وأضاف «الفلسطينيون يتهمون دولة اسرائيل في كل شيء بالضبط مثل تلك الأنظمة الفاسدة في الدول العربية التي فعلت ذلك دوماً. أبو مازن غير قادر على فرض النظام في السلطة الفلسطينية، وهو وحكمه يعيشان على زمن مستقطع. لقد فقد كل حظوة له لدى الشعب الفلسطيني».
ووفقاً لصحيفة «هآرتس»، فقد رأى وزير الخارجية الإسرائيلية أن عباس «لا يمكنه أن يبقى في السلطة أكثر من سنة أو سنتين» بعدما وصفه بـ«كذاب، جبان وبعوضة». وأضاف «لو كان لديه إحساس بالكرامة بالحد الأدنى لاستقال. كل ما تبقى له هو اتهام إسرائيل. كل ما يفعله هو إرهاب سياسي صرف. ليس شأننا من يأتي بعده، إذا كان خليفته يرغب في أن يجري معنا حواراً، فسنجري حواراً».
وانتقد ليبرمان قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحويل سلفة بقيمة 250 مليون شيكل من أموال الضرائب لمساعدة السلطة على مواجهة الاحتجاجات في الشارع الفلسطيني والأزمة الاقتصادية، وذلك بالتزامن مع تحرك الإدارة الأميركية أيضاً لمساعدة السلطة الفلسطينية.
إذ أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعمل مع الكونغرس لتحويل مساعدات بقيمة مئتي مليون دولار للفلسطينيين وفاءً بوعود سابقة، ولا أن السلطة تمر الآن بوضع اقتصادي خطير.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أنه «من المحظور تكرار خطأ التنفس الاصطناعي وصيانة أنظمة عفنة مثلما في الدول العربية. فمثلما حصل هناك، فإن نظام أبو مازن هو الآخر سينهار، وهذه مسألة وقت فقط».
يشار إلى أن كلام ليبرمان تزامن مع حلول الذكرى التاسعة عشرة لتوقع اتفاقيات أوسلو التي وقعت في 13 تموز عام 1993.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن ليبرمان لم يتراجع عن مبدأ الدولتين ولا «إلى استعادة المسؤولية عن أراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية)»، إلا أن الصحيفة رأت أن ليبرمان يسعى برغم ذلك إلى تقديم نموذج استراتيجي جديد للعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين يحل مكان اتفاقات أوسلو.
وبحسب الصحيفة، فإن البديل الذي يريده ليبرمان لأوسلو من جهة، وللاتفاق الدائم الذي يرى أنه لن يكون ممكنا التوصل إليه مع الفلسطينيين خلال السنوات القادمة من جهة أخرى، هو اتفاق انتقالي طويل المدى يتمحور حول تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وزيادة حرية التنقل في الضفة الغربية للفلسطينيين.
ووفقاً لـ«معاريف»، فإنه ليس واضحاً إذا كانت تعليمات ليبرمان بشأن إعادة النظر في اتفاقيات أوسلو صدرت بالتشاور مع نتنياهو.
ورأت الصحيفة أنه بحسب عدد من المحافل السياسية في اسرائيل وفي العالم، فإن احتمالات اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية تتضاءل ولا سيما بسبب التوسع الكبير للبناء في
المستوطنات.