لمّح رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني (الصورة)، خلال الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن «إرهابيين ومخرّبين» ربما اخترقوا الوكالة التي تحقق في الأنشطة النووية الإيرانية، فيما يلتقي اليوم في اسطنبول كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي ممثلة الدول «5+1» كاثرين اشتون، في اجتماع «غير رسمي» لمناقشة تطورات الأزمة النووية مع إيران. وقال دواني إن «دولاً بعينها» تؤثّر على وكالة الطاقة، في إشارة واضحة إلى خصوم إيران من الدول الغربية، مشيراً الى أن «إرهابيين ومخرّبين» ربما اخترقوا الوكالة التي تحقق في الأنشطة النووية الإيرانية.
وكشف دواني أن متفجرات استخدمت في قطع خط الكهرباء المغذي لمحطة تخصيب اليورانيوم المقامة تحت الأرض في فوردو الشهر الماضي، مشيراً إلى أن ذلك وقع في 17 آب الماضي.
وأضاف دواني أيضاً أنّ «العمل نفسه» نُفِّذ لقطع خط الكهرباء المغذي لمحطة التخصيب الرئيسية قرب ناتنز في وسط البلاد.
وكان المدير العام للوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة، يوكيا أمانو، قد أفاد بأنه يريد إجراء مزيد من المحادثات مع إيران بشأن الشكوك حول قيامها بأبحاث على أسلحة نووية في السابق، رغم فشل مجموعة الاجتماعات معها هذا العام. وقال، في مستهل الاجتماع السنوي لأعضاء الوكالة الـ 155 الذي يستمر أسبوعاً، إن الوكالة «مُلتزمة تماماً بتكثيف الحوار» مع طهران.
وفي مدينة اسطنبول التركية، تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لمتابعة المحادثات حول برنامج إيران النووي المختلف عليه. وقالت مايا كوسينسيتش، المتحدثة باسم اشتون، إن الاجتماع «يأتي في إطار الجهود المتواصلة للحوار مع إيران والتي تقودها وزيرة الخارجية، انسجاماً مع التفاهمات التي جرى التوصل إليها في المفاوضات التي تمت في موسكو في حزيران الماضي». وأضافت المتحدثة «على الرغم من أن هذه ليست جولة مفاوضات رسمية، سيمثل الاجتماع فرصة للتأكيد لإيران مرة أخرى ضرورة القيام بخطوة عاجلة وذات معنى لبناء الثقة وإظهار مزيد من المرونة تجاه المقترحات... التي طرحت في بغداد في أيار» الماضي.
وكان وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، قد التقى أمس في أنقرة، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، وبحث معه الملف النووي الإيراني.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية أن الاجتماع دعا إليه الجانب الإيراني، وتناول موضوع القرارات التي اتخذتها وكالة الطاقة بشأن البرنامج النووي الإيراني، في اجتماع فيينا الأخير.
كذلك تناول الاجتماع الطلب الذي تقدمت به ألمانيا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (مجموعة 5+1)، والذي يدعو طهران الى التعامل بشفافية مع الوكالة، وأن تفتح مؤسساتها النووية، من دون شروط مسبقة، للمراقبين الدوليين، وأن توقف عمليات تخصيب اليورانيوم، في مفاعلاتها النووية فوراً، وذلك استناداً إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، ومتابعة الحوار مع دول «5+1».
في هذا الأثناء، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن التوصل الى حل سياسي للجمود بشأن برنامج إيران النووي لا يزال ممكناً، لكنها أضافت إن طهران لا تمثل تهديداً لإسرائيل فقط، بل للعالم أجمع. وتابعت في مؤتمر صحافي في برلين «أدعم التوصل الى حل سياسي... وأعتقد أننا لم نصل إلى المرحلة التي يكون فيها البحث عن حلول سياسية قد استنفد».
في هذا الوقت، بدأت أكثر من ثلاثين دولة بقيادة الولايات المتحدة أضخم تمارين بحرية لإزالة الألغام في الخليج بمواجهة إيران، وذلك في ما يمكن اعتباره تحذيراً واضحاً لطهران التي جددت تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز.
وقال الملازم غريغ ريلسون من الأسطول الأميركي الخامس ومقره البحرين، لوكالة «فرانس برس» أمس، «إنها أول تمارين بحرية تتم على نطاق دولي في هذه المنطقة، كما أنها الأكثر أهمية». وأضاف إن «أكثر من ثلاثين» دولة تشارك في التمارين التي بدأت أول من أمس وتستمر حتى 27 أيلول الحالي، وتشمل الخليج وبحر عُمان وخليج عدن، لكنها تستثني مضيق هرمز. وأوضح ريلسون أن «أكثر من 500 سفينة تمر عبر مضيق هرمز أسبوعياً» 60 في المئة منها محملة نفطاً أو بتروكيمائيات.
ووفقاً لسيناريو التمارين، فإن «السفن سترد على هجوم يتضمن زرع ألغام في المياه الدولية وتقوم بتنظيف الممرات البحرية لفرض احترام حرية الملاحة».
(أ ف ب، رويترز)