حطّ المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، بعدما اختتم أمس زيارة استمرت أربعة أيام للعاصمة السورية، أكد خلالها أنه لا يحمل أي خطة للحلّ «في الوقت الراهن». ونقل الإبراهيمي نتائج زيارته إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وصرّح مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية بأن الإبراهيمي «أطلع العربي على نتائج زيارته خلال اليومين الماضيين لسوريا ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد وأطراف المعارضة هناك»، مضيفاً أنه سيقدمّ أيضاً «المرئيات التي ستنطلق منها خطته لحلّ الأزمة الراهنة في سوريا، والتحركات العربية والدولية المطلوبة في هذا الشأن».

في هذا الوقت، عقد وزراء خارجية مجموعة الاتصال حول سوريا أوّل اجتماع لهم في القاهرة بحضور وزيري خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو وإيران علي أكبر صالحي، إضافة إلى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، فيما غاب ممثل عن السعودية. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن «غياب السعودية عن المشاركة في اجتماع مجموعة الاتصال المعنية بالأزمة السورية يرجع إلى ارتباطات طارئة حالت دون مشاركة المملكة بها»، نافياً أن تكون هناك «أي أسباب سلبية أو سياسية وراء عدم حضورها الاجتماع».
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن صالحي قوله إن «الاجتماع لأربع دول مهمة في المنطقة للحديث عن هذا الملف الحساس خطوة إيجابية، ونأمل أن تكون النتائج لمصلحة كل شعوب المنطقة والسلام والاستقرار». وأكد صالحي أنّ طهران ترغب في أن تكون المجموعة متوازنة من خلال إضافة دولتين هما العراق وفنزويلا.
من ناحية أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن هناك إمكانيات للتوصل إلى وفاق بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن غاتيلوف قوله إن «روسيا لا توافق على قرارات أممية من شأنها فتح طريق لاتخاذ خطوات عسكرية ضد سوريا». وأضاف «نحن ننطلق من أنّ أيّ خطوات يجب أن تتخذ جماعياً، في إطار مجلس الأمن الدولي، وأن أي خطوات أحادية الجانب ستؤدي إلى إبعاد الجهود عن البحث عن تسوية سلمية للأزمة السورية».
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيا تشي، في لقاء مع المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم، إن على الانتقال السياسي في سوريا أن يكون بقيادة الشعب السوري وليس عبر قوى خارجية. ولفت إلى أنّ على المجتمع الدولي الالتزام بالسعي إلى حلّ سياسي بما أن استخدام القوة لن يحلّ المسألة.
في سياق آخر، قدم رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو، يوم أمس، أمام مجلس حقوق الإنسان، تقريراً يشير إلى زيادة كبيرة في أعمال العنف والتجاوزات في سوريا. وأوصى مجلس الأمن الدولي باتخاذ «الإجراءات المناسبة» مع تزايد الانتهاكات في سوريا «من حيث العدد والوتيرة والحدة» من قبل النظام والمجموعات المعارضة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أنّ تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا يتضمّن «أدّلة دامغة ضد نظام دمشق» الذي ارتكب «جرائم غير مسبوقة». وتابع أنّ «المجموعات المسلحة المعارضة يجب أن تمتنع هي أيضاً عن ارتكاب جرائم حرب غير مقبولة».
في هذه الأثناء، استمرت المواجهات المسلحة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، لا سيما في مدينة حلب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أنّ القوات النظامية تمكّنت من السيطرة على حيّ الميدان. لكنّ سكاناً في المدينة أفادوا وكالة «فرانس برس» بأنّ مقاتلي المعارضة تمكنوا من التسلل مجدداً الى الحيّ، الذي ما زال يشهد اشتباكات.
في دمشق، أشار ناشطون الى أن أحياء القدم، والعسالي، والحجر الأسود (جنوب العاصمة) تعرضت للقصف، فيما أشار المرصد الى العثور على 28 جثة مجهولة الهوية في مناطق مختلفة في سوريا أول من أمس، منها 16 جثة لأشخاص أعدموا ميدانياً في حيّ القدم في دمشق، و11 قتلوا بالرصاص في كفرسوسة في دمشق أيضاً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)