وعة الاتصال الرباعية» في القاهرة، أول من أمس، واصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لقاءاته، إذ التقى الرئيس المصري محمد مرسي. وقالت الرئاسة المصرية إن الرئيس مرسي بحث مع صالحي جهود اللجنة الرباعية لحلّ الأزمة السورية، واصفة اللقاء الذي جمع الطرفين بأنه «إيجابي». وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، ياسر علي، إنّ مرسي أوضح لوزير الخارجية الإيراني «ضرورة استكمال جولات الحوار لتصفية الأجواء بين البلدين، حتى تعود العلاقات بشكل كامل بين مصر وإيران». في السياق، كشف علي النقاب عن أن الرئيس مرسي أكّد، خلال زيارته الأخيرة لطهران، للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه لا يمكن أن يتجاهل الرأي العام المصري ما يجري في سوريا، وأنه لا يمكن قبول أي دعم يقدم للنظام السوري لأنه يمارس العنف ضد الشعب. وأشار علي إلى أنّ موقف إيران من الأزمة السورية ودعمها للنظام السوري أحد أسباب عدم تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين التي يتمنى الجانبان أن تتطور إلى الأفضل. في موازاة ذلك، اقترحت طهران إرسال مراقبين من دول المنطقة الى سوريا في اجتماع «المجموعة الرباعية»، أول من أمس، على ما أوردت وسائل إعلام إيرانية رسمية ومصرية. وذكرت وسائل الاعلام الإيرانية أنّ صالحي عرض على نظرائه أن تستضيف طهران الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال.
وأوضح صالحي أنّ بوسع المراقبين من الدول الأربع أن «يشرفوا على عملية تهدف الى وضع حدّ للعنف» في سوريا، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
ويزور صالحي دمشق، اليوم، لإجراء مباحثات مع المسؤولين السوريين. وأشار مصدر رسمي إلى أنّ من المقرّر أن يجتمع صالحي مع نظيره السوري وليد المعلم.
من ناحية أخرى، وصف المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الأوضاع في سوريا بأنها «خطيرة جداً وآخذة بالتدهور». وقال الإبراهيمي، خلال جولة تفقدية قام بها إلى مخيّم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، «نحن سنبذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه المحنة». وأكد ضرورة «إيجاد مخرج آمن وسياسي للأزمة السورية بما يضمن حقن الدماء التي تشهدها سوريا يومياً».
وكان عشرات اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري قد نظموا تظاهرة صغيرة احتجاجاً على زيارة الإبراهيمي، ونددوا بزيارته وطالبوا بتسليح المعارضة السورية.
وكان الإبراهيمي قد زار تركيا، أمس، قبل التوجّه إلى عمّان. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن الإبراهيمي زار مخيّمات اللاجئين السوريين في «هاتاي». ونقل مسؤولون أتراك عن الإبراهيمي قوله للسوريين في مخيّم «التينوزو» إنه قام بالزيارة للإصغاء إليهم وإنه سيعقد اجتماعات لحلّ المشكلة، مضيفاً أنه سيبلغ المسؤولين في نيويورك تقييمه لأوضاع اللاجئين السوريين.
من جهته، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري محمد كامل عمرو وبعد اجتماعه بالرئيس محمد مرسي في القاهرة، أنّه «ما من حلّ بدون رحيل الرئيس بشار الاسد»، مضيفاً أنّ «مواقف الرئيس مرسي حازمة بقدر حزمنا» بهذا الشأن.
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أنّه إذا استمرّ الوضع بالتدهور في سوريا فإنه «ليست فقط سوريا من سيدفع الثمن بل المنطقة بأسرها».
في سياق آخر، يشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في «مباحثات جدية» حول سوريا، تجمعه الى نظرائه الأوروبيين، قبل اجتماعهم في لوكسمبورغ في تشرين الأول، بحسب مصادر دبلوماسية أوروبية. وقال دبلوماسي رفيع المستوى «هناك حوار صحي مع روسيا» بشأن سوريا تظهر الأطراف في إطاره «أكثر انفتاحاً» مما كانت من قبل.
وشددت موسكو على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة من أجل وقف العنف من قبل جميع الأطراف في سوريا وبأسرع ما يمكن، داعيةً إلى إقرار البيان الختامي لاجتماعات جنيف في مجلس الأمن الدولي. ولفت بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إلى «قلق روسيا الكبير بشأن الوضع في سوريا الذي لا يزال متوتراً للغاية». كذلك عبّر عن أسف موسكو بشأن سياسة الغرب «الداعمة للمعارضة والداعية إلى حلّ الأزمة باستخدام القوة»، مشدداً على أن أيّ مصالح جيوسياسية لا يمكن أن تبرر استمرار قتل المدنيين، ومعاناتهم وتدمير البنى التحتية والاقتصاد.
وأكد البيان أن تكرار مقولة «سوريا ليست ليبيا» ورفض سيناريو التدخّل العسكري الخارجي بالأقوال يفقدان صدقيتهما أكثر فأكثر، لأنّ «الرفض الحقيقي للتدخّل يجب أن يتمثّل في تركيز الجهود على المساهمة في الانتقال إلى عملية التسوية السياسية».
إلى ذلك، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان تمثّل خطراً حقيقياً على الأمن الإقليمي والدولي والأمن الأوروبي بالذات. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن الزعبي قوله، خلال ندوة في دمشق دعا إليها اتحاد الكتّاب العرب، إن الحكومة التركية «تصدّر الإرهاب إلى سوريا أفراداً، وعتاداً، وأموالاً، وإيواءً، وتدريباً»، مشيراً الى أن «هذا السلوك يخالف ويتناقض مع كل القرارات الأممية الخاصة بالتزام الدول بمكافحة الإرهاب». وفي السياق، أكد الزعبي التزام سوريا بخطة المبعوث الأممي السابق كوفي أنان، والترحيب بالمبعوث الأممي الجديد الأخضر الإبراهيمي ودعم جهوده، لافتاً إلى أن الحوار الوطني ضرورة وحاجة وطنية. ولفت الى أن «القيادة السورية ومعها الأغلبية الساحقة من السوريين ما زالوا يؤمنون بأنّ الحوار الوطني ممكن، وأنّه لا صلة بين إطلاق هذا الحوار ومواجهة الإرهاب».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)