في زيارة هي الثانية من نوعها في أقل من شهرين، أجرى وفد من كبار قيادات «حماس» في الداخل والخارج مباحثات مع الجانب المصري، تطرقت بنحو رئيسي لملف المصالحة والأوضاع الأمنية على الحدود بين غزة ومصر، فيما انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل غير مباشر الانفتاح غير المسبوق لمصر على قادة «حماس»، وتحديداً رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية. وبحث مدير جهاز الاستخبارات العامة المصري، اللواء رأفت شحاتة، مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، أمس، الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ولا سيما في قطاع غزة، وواقع العلاقات بين مصر والحركة. كذلك ناقش الجانبان، بحضور الوفد المرافق لمشعل، التبادل التجاري مع غزة، بما في ذلك تسهيل عبور البضائع والأفراد عبر المنافذ بين مصر وقطاع غزة من الاتجاهين، وقضية الأنفاق.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة، طاهر النونو، أن رئيس الحكومة إسماعيل هنية بحث مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، أول من أمس في ملفات مهمة، وخصوصاً عملية تتعلق بإنهاء معاناة قطاع غزة.
ووصف النونو هذا اللقاء الأول من نوعه مع رئيس الوزراء المصري «بالإيجابي»، مؤكداً أن هذه «اللقاءات ستتواصل لتنفيذ ما نوقش وبُحث بين رئيسي الوزراء، ولا سيما في ظل وجود نيات إيجابية لدى القيادة المصرية». من جهته، ذكر مصدر قريب من الاجتماع أن «الطرفين بحثا إمكانية إقامة منطقة تجارية حرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر بما يضمن إغلاق الأنفاق» المنتشرة على طول الحدود.
هذه المباحثات لم ترق الرئيس الفلسطيني، الذي أكد خلال لقائه بالسفير المصري ياسر عثمان، أمس، ضرورة التمسك بوحدانية التمثيل الفلسطيني، والتنبه والحذر من كل المحاولات الرامية إلى العبث بهذه القضية المصيرية، «لأنها تشكل تأييداً ودعماً لمخططات الانقسام والحلول المشبوهة للقضية الفلسطينية».
في المقابل، أكد عثمان أن مصر متمسكة بوحدانية التمثيل الفلسطيني، وبالمشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صالح رأفت، فوجه انتقاداً حاداً إلى رئيس الوزراء المصري لاستقباله هنية، مشدداً على أن لفلسطين رئيساً واحداً هو الرئيس محمود عباس ورئيس وزراء واحد هو سلام فياض.
ورأى رأفت أن قنديل استقبل هنية «المتمرد على الشرعية الفلسطينية، والذي يدعي أنه يزور مصر بصفته رئيس الحكومة الفلسطينية الشرعية ويصطحب معه عدداً من وزرائه». وأشار إلى أن «إجراء محادثات سياسية وأمنية واقتصادية مع وفد إسماعيل هنية يرسل رسالة خاطئة لقيادة حماس في قطاع غزة، ما سيشجعها على استمرار التنكر والتنصل النهائي من اتفاق القاهرة للمصالحة الفلسطينية وإعلان الدوحة، والاستمرار في سياستها وإجراءاتها لإقامة دولة حمساوية في قطاع غزة، وتحويل الانقسام الحالي إلى انفصال دائم بين دولة حماس في قطاع غزة والضفة الغربية». ورأى أن هذا الأمر «سيحقق أهداف رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرييل شارون باقتصار إقامة الدولة الفلسطينية على قطاع غزة ورميها على مصر الشقيقة، وتكريس الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية».
إلى ذلك، أكد وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة، يوسف الغريز، أن وفداً قطرياً سيصل إلى غزة الأسبوع المقبل لافتتاح عدد من المشاريع المدرجة ضمن المنحة القطرية لإعمار غزة، المقدرة بنحو 300 مليون دولار.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)