تصاعد الجدل على الساحة الفلسطينية، بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية، إلى القاهرة، وإبداء السلطة الفلسطينية اعتراضها على استقباله من قبل المسؤولين المصريين كرئيس وزراء حالي. واستنكرت «حماس» ما اعتبرته محاولات حركة «فتح» والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الضغط لفرض حصار سياسي على الحركة والحكومة في غزة تحت شعار «وحدة التمثيل الفلسطيني». وأكد الناطق باسمها، سامي أبو زهري، أن هذه المحاولات التي تكشف حقيقة نيات حركة فتح وتحريضها على حصار حركة حماس لن تبوء إلا بالفشل. وشددت الحركة على أن عباس لا يملك أي حق للحديث عن وحدة التمثيل الفلسطيني، وأنه لا مجال لإدارة الساحة الفلسطينية إلا بالتوافق.
بدوره، دعا القيادي في «حماس»، نائب رئيس كتلتها البرلمانية، إسماعيل الأشقر، الفصائل الفلسطينية وقوى الشعب الفلسطيني لنبذ عباس ومحاكمته على أفعاله غير الوطنية تجاه شعبنا الفلسطيني ومقاومته وسلاحها في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الأخير يصر على حصار غزة والتعذيب والتنكيل في أهلها جهاراً.
في المقابل، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، أمس أن القيادة الفلسطينية احتجت لدى السلطات المصرية على استقبالها هنية كرئيس وزراء حالي. وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن «القيادة الفلسطينية والرئيس عباس يجريان اتصالات مع القيادة المصرية بشأن لقاء رئيس الوزراء المصري هشام قنديل مع القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية». وأضاف: «نريد توضيحاً مصرياً بشأن اللقاء، ولا سيما أن هنية لا يتمتع بأي صفة رسمية حيث كان رئيس وزراء وأقيل».
وكشف أن عباس بعث أول من أمس «برسالة إلى الرئيس محمد مرسي بواسطة السفير المصري في فلسطين ياسر عثمان تتضمن احتجاجاً ودعوة رسمية فلسطينية لعدم تعامل القيادة المصرية مع هنية كرئيس حكومة». ولفت إلى أن عباس «سيجتمع قريباً مع مرسي لبحث الموضوع لأن القيادة تتخوف من أن تبعث لقاءات كهذا برسائل خاطئة غير مقصودة من مصر لحماس في غزة بأن مصر تستقبل حماس كسلطة رسمية»، فيما ذكرت مصادر فلسطينية لوكالة «سما» أن السلطة الفلسطينية حذرت القاهرة من أنها لن تقبل استمرار دورها كراع لعملية المصالحة بين حماس وفتح في حال إصرار الجانب المصري على التعامل مع حماس كحكومة شرعية واستقبال رموزها. بدوره، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث، مصر بضرورة التوضيح وبكل شفافية موقفها، ولا سيما أنها تتولى القضية الفلسطينية وملف المصالحة. وأضاف: «ينسحب ذلك التوضيح على قطر التي سيصل وفدها إلى غزة للبحث في إعادة إعمار غزة والحديث عن تنسيق مع حكومة هنية».
(أ ف ب، الأخبار)