بعد رسائل التحذير السرية والعلنية السابقة التي وجهتها الادارة الأميركية الى اسرائيل من تفردها باتخاذ قرار مهاجمة المنشآت النووية الايرانية، كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن تحذير أميركي جديد لإسرائيل من ان مهاجمة ايران في هذه المرحلة «قد تتسبب في الغاء اتفاقيات السلام مع مصر والأردن وقطع تام للعلاقات الدبلوماسية مع الدولتين». ورأى مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى، مطّلع على هذه التحذيرات، أن هذا الموقف الأميركي المتجدد ينطلق من تقدير مفاده بأن «الزعماء العرب لا يسيطرون على شعوبهم بل الشارع هو الذي يسيطر على الزعماء»، مشيراً الى أن ما يحتاج إليه الايرانيون في هذه المرحلة هو تعرضهم لشن هجوم اسرائيلي، انطلاقاً من ان «كل الشارع العربي والاسلامي سيخرج الى الشوارع للتظاهر».
وربط المسؤول الاسرائيلي التحذير الأميركي الأخير، بالتطورات التي شهدها العالم الإسلامي رداً على الفيلم المسيء الى النبي محمد، اذ شدد على ان «ما حصل مع الفيلم ضد محمد هو مجرد مقدمة لما سيكون في حالة شن هجوم اسرائيلي».
اما لجهة إمكانية ان يؤدي الهجوم الى قطع العلاقات مع القاهرة وعمان، فرأى المسؤول الاسرائيلي أن زعيمي الدولتين سيضطران، في حال لم يتمكنا من الوقوف بوجه الضغط الجماهيري، الى اتخاذ خطوة كاسحة كقطع العلاقات الدبلوماسية والغاء اتفاقات السلام، «رغم انهما شخصيا يعارضان ايران نووية، بل وربما يتمنيان شن هجوم اسرائيلي عليها». كما حذّر من أن يؤدي الهجوم الاسرائيلي المفترض أيضاً، الى آثار شديدة على العلاقات بين اسرائيل ودول اسلامية اخرى في العالم ستجد صعوبة في أن تبقى غير مكترثة.
في سياق متصل، أعرب رئيس لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية، شاؤول حورب، عن معارضة قاطعة باسم دولة اسرائيل لمبادرة الدول العربية الى عقد مؤتمر في هذه السنة او مع بداية السنة المقبلة، للبحث في تجريد الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، والتي سبق ان حظيت بتأييد ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وشدد حورب، في خطاب القاه أمام المؤتمر العام الـ56، للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، على أن أي مبادرة كهذه أقل قابلية للتطبيق في هذه المرحلة، بسبب الحالة المتفجرة والمعادية للشرق الأوسط.
ورأى حورب ان الوضع الحالي في الشرق الاوسط ليس «مواتياً» بعد لانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية. وتابع «يمكن فقط اطلاق عملية مماثلة عند وجود علاقات سلمية في المنطقة لفترة معقولة من الزمن». وأشار إلى ان الدافع لاقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية يجب ان يأتي من المنطقة نفسها، مشيرا الى انه «لا يمكن ان يفرض من الخارج، وللأسف فإن الحقائق في الشرق الاوسط بعيدة عن ان تكون مواتية».
في غضون ذلك (أ ف ب، يو بي آي، فارس)، حذّرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أمس، ايران من ان الوقت «ينفد» للتفاوض على تسوية حول برنامجها النووي. وقالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، أثناء جلسة نقاش في مجلس الأمن، «ما زال هناك وقت وهامش للدبلوماسية.. لكن الوقت ينفد». ودعا نظيرها البريطاني مارك ليال غرانت، طهران «الى اتخاذ خيارات سريعاً». اما المندوب الفرنسي جيرار ارو، فذكّر بـ«مناقشات استمرت مئات الساعات» لهذا الملف من دون جدوى.
في المقابل، قال وزیر الدفاع الإیراني العميد أحمد وحيدي، أمس، إن ايران قادرة على إزالة إسرائيل من الوجود. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن العميد وحيدي، قوله خلال تصریح للصحافیین «إن قدرة ایران الدفاعیة في مواجهة تهدیدات الكیان الصهیوني، كبیرة لدرجة أنها قادرة علی إزالة هذا الكیان عن الوجود». واضاف أن «الكیان الصهیوني الغاصب یعاني الیوم من مشاكل عدیدة، والتهدیدات التي یُطلقها ما هي الا مبالغات یحاول من خلالها التغطیة علی مشاكله الداخلیة».
وأشار في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) «نحن الیوم علی أهبة الاستعداد للدفاع بقوة في مختلف المجالات»، متّهماً «الأعداء» بأنهم «یسعون الی بث المخاوف النفسیة لدی الشعب كالإیحاء بالعقوبات والتهدید العسكري وإثارة الحرب النفسیة والعزلة». وقال إن «العدو یفرض العقوبات الاقتصادیة إلا أن الجمهوریة الإسلامیة تعتبرها فرصة للتطور».
من جهته، وصف اللواء رحيم صفوي، المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلّحة الإيرانية علي خامنئي، العقوبات المفروضة على بلاده بـ«الجائرة»، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء «مهر» الايرانية. وفي اشارة غير واضحة الى السعودية وبعض دول الخليج، اتهم صفوي «بعض الدول»، برفع إنتاجها من النفط الخام «لكي تؤثر على مبيعات النفط الإيراني، إلا أننا واثقون أننا سنجتاز هذه العقبة بسلامة وصمود شعبنا الواعي».
الى ذلك، أعلن قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، أن إيران بلغت مرحلة الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع وتجهيز وصيانة أعقد الغواصات الحديثة. واكد أن انتاج وتصنيع معدات الغواصات في البلاد أصبح محلياً بشكل كامل خلال العقد الأخير بفضل الجهود الجبارة للكوادر الخبيرة والكفوءة. واعتبر صيانة غواصة «طارق 901» الثقيلة وانتاج مدمرة «سهند» على يد الخبراء الملتزمين والاكفاء للقوات البحرية للجيش الايراني، مصداقاً بارزاً على قدرات ايران في التوصل الى التقنيات الحديثة.