أعلن الجيش الاسرائيلي، أمس، مقتل جندي واصابة آخر بجروح ما بين متوسطة وخطيرة، خلال اشتباك عند الحدود الإسرائيلية – المصرية مع مسلحين من شبه جزيرة سيناء. وذكر بيان صادر عن الناطق العسكري الإسرائيلي، العميد يوءاف مردخاي، أن قوة من الجيش الإسرائيلي هاجمت مجموعة من المسلحين قدمت من سيناء وقتلت 3 منهم، فيما قتل جندي تابع للقوة وأُصيب جندي نقل إلى مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع. وأضاف البيان إن المسلّحين أطلقوا النار باتجاه قوة إسرائيلية كانت تحرس أعمال بناء الجدار الحدودي في المنطقة، وأن أحد المسلحين كان يحمل حزاماً ناسفاً أو عبوة ناسفة.
وكشف مردخاي أنه وفقاً لما وجدته القوات الإسرائيلية في ميدان الاشتباك فإنه «يبدو واضحاً أن القوة أحبطت هجوماً كبيراً ضد مواطني إسرائيل»، مضيفاً إنه «لا يوجد مخرّبون تمكنوا من التسلّل إلى الأراضي الإسرائيلية في هذا الحدث». واوضح أن الجيش اعتقد في البداية أن احد الجنود خطفته المجموعة المسلحة، حيث قامت وحدات من الجيش بعمليات تمشيط ومطاردة، لكن تبين في النهاية عدم وجود جنود مخطوفين، وأضاف إن العملية نفذت في المقطع الذي لم تصل اليه عمليات بناء الجدار الفاصل مع مصر.
بدوره، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تدوينة على حسابه الشخصي «تويتر»، أن المسلحين أطلقوا النار على قوة من الجيش الإسرائيلي كانت تتولى حراسة طواقم العمل التي تقوم ببناء السياج الحدودي في المنطقة، ووصلت إلى المكان قوة أخرى من وحدة «كراكال» التي تضم مجندين ومجندات وردت بإطلاق النار على المخربين، مما أدى إلى مقتلهم.
وأكدت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي، افيتال ليبوفيتش، أن الجيش «أحبط هجوماً ارهابياً كبيراً. عبر ثلاثة إرهابيين مسلحين على الحدود حاولوا العبور إلى اسرائيل، وفتحوا النار على جنود قوات الدفاع الاسرائيلية التي تحرس الحدود»، مضيفةً إن «الإرهابيين كانوا مسلحين جيداً ويرتدون أحزمة ناسفة». وقالت إن الهجوم وقع في منتصف الطريق إلى الحدود الصحراوية قرب منطقة تعرف باسم جبل حريف، حيث يجري بناء السياج، موضحةً أنها لا تملك معلومات عن هوية أو انتماء المسلحين.
من جهتها، ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أن كتيبة «الوشق» العسكرية الإسرائيلية المكوّنة من الذكور والاناث هي التي تعاملت مع المسلحين الثلاثة. وأضافت الصحيفة إن دورية للكتيبة التابعة لوحدة المدفعية، اشتبكت مع المهاجمين اثناء تمشيطها الحدود مع سيناء، بحثاً عن متسللين أفارقة.
وأوضحت الصحيفة أن قوات الجيش الاسرائيلية نجحت فى التعامل مع عبوة ناسفة زرعها المهاجمون الثلاثة، الذين حملوا ايضاً قذائف صاروخية، وارتدوا احزمة ناسفة، وذلك بالقرب من مستوطنة «كرميت» قرب جبل ساغي «حريف» قبالة شبه جزيرة سيناء. ووصفت الصحيفة المسلحين بأنهم «عناصر ارهابيون ضمن التنظيمات التي تهاجم اسرائيل عبر الحدود انطلاقاً من شبه جزيرة سيناء»، مشيرةً إلى أن المصادر الأمنية الإسرائيلية لم تتيقن بعد إن كان المسلحون الثلاثة من ضمن تنظيمات الجهاد فى سيناء أو الفصائل الفلسطينية المقاومة فى قطاع غزة.
من جهة أخرى، ذكر مصدر أمني مصري أن أحد المسلحين قتل حين انفجرت قنبلة كان يحملها، وأن الاثنين الآخرين قتلا في تبادل لإطلاق النار مع القوات الاسرائيلية، مضيفاً إن جنسيات المسلحين لم تتضح على الفور.
كذلك كشف قادة أمنيون مصريون كبار أن العملية جاءت رداً على قتل الموساد الاسرائيلي الناشط الجهادي إبراهيم عويضة في 26 آب الماضي.
في اطار متصل، كشفت مصادر أمنية مصرية أن لجنة عسكرية مصرية رفيعة المستوى وصلت إلى منطقة العملية على الحدود المصرية الإسرائيلية لمعاينة المنطقة التي جرى اختراقها من قبل الجماعات الجهادية في سيناء. وأضافت المصادر لوكالة «معا» الفلسطينية، إن القوات المصرية سيطرت تماماً على المنطقة، وكثفت من أعداد الجنود عند المنطقة التي شهدت اختراقاً من قبل العناصر الجهاديين.
كذلك توجه وفد عسكري مصري لمقابلة العسكريين الإسرائيليين لمعاينة أشلاء جثث العناصر الجهاديين، ومطالبة الإسرائيليين بتسليم مصر جثث العناصر المقتولين، للكشف عن هوياتهم لدعم التحقيقات والعمليات التي تجريها مصر في سيناء لمكافحة «الإرهاب».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)