«لو انضمّ مقاتل جديد إلى جبهة القتال لكان ذلك أكثر فائدة!». بهذه الكلمات يختصر المقاتل السوري المعارض، عبد الله، شعور اللامبالاة الذي يخالج الكثيرين من أمثاله من المقاتلين باعلان قادة «الجيش السوري الحر» في الخارج عودتهم إلى «المناطق المحررة». ويضيف المتحدث باسم لواء التوحيد، التنظيم الاقوى بين قوات المعارضة في حلب، إنّ «المقاتلين على الأرض يساوون أكثر بكثير من أناس يجلسون خلف مكاتب خارج سوريا منذ عام ونصف عام». بدوره، يقول قائد «تجمع كتائب أحفاد الرسول»، أبو سومر، إنّ مقاتليه يقاتلون على ثلاث جبهات في حيّي صلاح الدين وسيف الدولة، اللذين يشهدان أعنف المعارك، «وقرار انتقال قيادة الجيش الحر لا يغيّر في الأمر شيئاً».
ويوضح أبو سومر أنّه يتشاطر وباقي قادة الكتائب هدفاً أوحد هو «اسقاط بشار الأسد بأسرع وقت ممكن»، ولذلك فهو يناشد كل القادة العسكريين المنشقين الذين ما زالوا في الخارج، ولا سيّما في تركيا، العودة إلى سوريا و«النزول إلى أرض المعركة».
من جهته، يوضح أبو رياض، الضابط المنشق الذي يقود كتيبة مقاتلة في مدينة حلب القديمة أنّه «علم بقرار عودة قادة الجيش الحر عبر نشرات الأخبار»، لكن أبو رياض لا يخفي غضبه من عدم وجود «هيكلية عسكرية حقيقية» لدى المعارضة السورية على مستوى البلاد بأكملها، مشدداً، في الوقت عينه، على أنّ هؤلاء القادة المنشقين الذين أعلنت عودتهم إلى البلاد يفتقرون إلى «الخبرة الميدانية». ولم يخفِ العديد من قادة الكتائب المقاتلة في سوريا وجود «محسوبيات» لدى قيادة «الجيش السوري الحر».
ويقول هؤلاء لوكالة «فرانس برس»، طالبين عدم ذكر أسمائهم، إنّ توزيع الأموال على المقاتلين المعارضين يطرح علامات استفهام كثيرة، ولا سيّما في الوقت الذي يؤكد فيه قادة الكتائب في حلب عدم وجود ما يكفي من الاموال لديهم لشراء الذخيرة.
في سياق آخر، أفادت صحيفة «الغارديان» أن مئات المقاتلين الأجانب يتوافدون إلى سوريا، لكن الليبيين منهم اشتكوا من قلة الذخيرة. وقالت الصحيفة إن قدامى المحاربين الجهاديين من العراق واليمن وأفغانستان يشاركون المقاتلين الأجانب من دول أخرى في القتال على خط المواجهة في مدينة حلب، ويعبرون الحدود بجوازات سفر مزورة، غير أن الوصول إلى سوريا أسهل عن طريق الرحلات الجوية من جنوب تركيا والسير عبر الحدود.
وأضافت أن المقاتلين الأجانب، بعد وصولهم إلى سوريا، يتوزعون على المنظمات الجهادية المختلفة، بما فيها «أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، ويُسمح لبعضهم، مثل أبو عمر الشيشاني، بتأليف وحدات خاصة بهم تُعرف باسم «المهاجرون»، وتُعرف لدى السوريين باسم «الإخوة الأتراك».
وأشارت الصحيفة إلى أن سوريين يديرون معسكرات الجهاد، يستقبلون المجندين الجدد بعد وصولهم، ويقومون بتوزيعهم على الوحدات المقاتلة، وبتوفير التدريبات الأساسية لها لمدة عشرة أيام، وتزويد كل وحدة منها بشخص يتحدث اللغة العربية. وقالت إن تباين مستويات القدرة القتالية بين المتطوعين الأجانب واضح، فالجهاديون الشيشان هم أكبر سناً وأطول قامة وأقوى من غيرهم، ويرتدون ملابس عسكرية ويحملون أسلحتهم بثقة، وينأون بأنفسهم عن بقية المقاتلين الأجانب.
من ناحية أخرى، قتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، في غارة جوية شنّها الجيش السوري على حيّ المعادي في مدينة حلب. وقد أفاد المرصد «عن تعرض عدّة أحياء في مدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية، حيث استهدف القصف مبنين في حيّ المعادي»، وفي ريف حلب «تعرضت بلدة حيّان للقصف من الطيران، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)