احتل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورغم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي كان يحتم تركيز الكلمات حوله، اختار نتنياهو التصويب على الموضوع الإيراني وسجال الخطوط الحمر مع واشنطن، فيما أطلق عبّاس حملة الاعتراف fفلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
ورأى نتنياهو، في كلمته أمام الدورة الـ6 للجمعية العامة، أنّ «التطرّف يهدّد مستقبل العالم بأسره»، مشدّداً على أنّ «أكثر ما يهدّد مستقبلنا هو إيران نوويّة». وأضاف: «الايرانيون يساهمون في قتل الآلاف في سوريا والعراق، وقد حوّلوا لبنان وغزّة إلى معقل قوي لهم». وأشار إلى أن «من غير المصيب الافتراض أنه يمكن ردع إيران نوويّة، كما حصل مع الاتحاد السوفياتي، فهذا خطير للغاية، لأنّ إيران ليست الاتحاد السوفياتي». وأوضح: «الجهاديون المسلحون هم غير الماركسيّين العلمانيّين فهم يقومون بتفجيرات انتحاريّة». وأضاف: «الردع قد لا يجدي مع الإيرانيّين بعد حصولهم على السلاح النووي»، مشيراً إلى أنّ «الدبلوماسيّة لم تنجح في وقف البرنامج النووي الايراني». وشدّد على أنّ «العقوبات لم توقف برنامجها النووي رغم تأثيرها القوي عليها».
وشدد نتنياهو على انه «يجب وضع خط احمر بالنسبة لهذا البرنامج النووي، والخطوط الحمر لا تؤدي الى الحرب بل تمنع اندلاع الحروب، تماماً كما الميثاق الاممي. يمكن لايران ان تقوم بتصنيع قنبلة نووية خلال سنة او بضعة اشهر والطريقة الوحيدة لمنعها من الحصول على قنبلة نووية هي منعها من الحصول على يورانيوم مخصب كاف. يجب ان نضع الخط الاحمر قبل ان تستكمل ايران تخصيب اليورانيوم الكافي لصنع القنبلة النووية. وكالاتنا الاستخبارية ستعرف عندما تملك ايران القنبلة النووية ومتى تقوم بتجميعها».
هاجس وجود إسرائيل كان حاضراً في كلمة نتنياهو، الذي ركّز على «تاريخ الدولة اليهودية»، قائلاً إن «اسرائيل موجودة منذ زمن في التاريخ لمن يدعون ان الدولة اليهودية ليس لديها جذور في المنطقة او انها سوف تضمحل في القريب العاجل. تمكّنا من تخطي الكثير ممن كانوا يريدون تدميرنا. شعب اسرائيل لا يزال مستمراً والدولة اليهودية سوف تعيش الى الابد. عاش الشعب اليهودي في اسرائيل لآلاف السنين حتى بعد ان تم طرد معظم شعبها منها فاستمر الشعب في العيش في اسرائيل طوال التاريخ ولم يستسلم وتحدى قوانين التاريخ واعاد جمع من هجروا وحصلنا على استقلالنا ولن يتم اقتلاعنا من ارضنا مرة اخرى».
وانتقل نتنياهو إلى القضية الفلسطينية للتصويب على مسعى السلطة نيل الاعتراف بدولة غير دائمة العضوية في الأمم المتحدة، إذ رأى أنّ «إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد لن يحل المشكلة»، مشيراً إلى أنّ «الدولة الفلسطينيّة يجب أن تكون منزوعة السلاح». وتابع «اقول لعباس اننا لن نحل مشكلتنا وصراعنا بالخطابات في الامم المتحدة بل من خلال العمل والجلوس معا والتفاوض والتوصل الى حل وسط يسمح لفلسطين المنزوعة السلاح بالاعتراف بالدولة اليهودية. اسرائيل تريد للشرق الاوسط ان يحقق تقدماً ويعيش السلام وان تتعايش اليهودية والمسيحية مع الاسلام، الا ان القوى الراديكالية الاسلامية التي رأيناها تقتحم السفارات لا تريد ذلك وتريد ان تمحو اسرائيل وتريد أن تسيطر على جميع المسلمين».
بدوره، اطلق الرئيس الفلسطيني حملة بهدف الحصول على صفة دولة غير عضو لفلسطين في الامم المتحدة، مؤكدا «ثقته» بالحصول على دعم دولي لهذا الطلب. وامل عباس، امام الجمعية العامة للامم المتحدة، في ان «تعتمد الجمعية العامة قراراً يعتبر دولة فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة خلال هذه الدورة» التي تنتهي في ايلول/سبتمبر 2013. وقال «نحن على ثقة أن الغالبية الساحقة من دول العالم تؤيد مسعانا حرصا على تعزيز فرص السلام العادل (...) ونحن في مسعانا لا نهدف إلى نزع الشرعية عن دولة قائمة هي إسرائيل بل إلى تكريس دولة يجب أن تقام، هي فلسطين».
لكن الرئيس الفلسطيني اكد، في المقابل، ان الفلسطينيين لم يتخلوا عن الحصول على صفة دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة وسيواصلون جهودهم في هذا الصدد. وانتقد بشدة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، معتبراً انه «كارثي» و«عنصري». وشدد على ان «مجلس الأمن الدولي مطالب بسرعة بإصدار قرار يتضمن ركائز وأسس حل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي ليكون مرجعية ملزمة ومرشداً» بهدف التوصل الى اتفاق سلام يقوم على حل «الدولتين، اسرائيل وفلسطين». وأشار الى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين وتمارس تطهيراً عرقياً بحق المواطنين الفلسطينيين. وأكد رفض إسرائيل أي بحث جدي في ملف اللاجئين الفلسطينيين، لافتاً الى أن ممارسات إسرائيل تزيد من الصعوبات المعيشية للفلسطينيين، معتبراً أن اسرائيل تعد الشعب الفلسطيني بنكبة جديدة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)