واشنطن | تحتضن ليما، عاصمة البيرو، الدورة الثالثة للقمة العربية ـــ الأميركية اللاتينية اليوم وغداً، بمشاركة عدد واسع من الزعماء العرب على مستوى الرؤساء ورؤساء الحكومات، الذين سيناقشون إلى جانب تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، الأزمة السورية وتطورات القضية الفلسطينية، التي سبق للقمة الثانية التي عقدت في الدوحة عام 2009 أن أكّدت على ضرورة قيام دولة فلسطينية.وقال نائب وزير خارجية البيرو خوسي برون ارانيبار، إن القمة الثالثة ستتناول الأزمة السورية، مضيفاً «إنه موضوع يقلقنا، والبيرو عبرت عن رأيها بشأنه وتُدين على الخصوص وضع حقوق الإنسان». وكان من المقرر أن تُعقد القمة الثالثة في شباط 2011، إلا أن اندلاع الانتفاضات الشعبية في عدد من البلدان العربية المشاركة في القمة أدى إلى تأجيلها أكثر من مرة. لذلك تأتي هذه القمة في أعقاب نجاح بعض هذه الانتفاضات، وفي ظل سيطرة التوجهات اليسارية على الحكم في دول أميركا الجنوبية، مع ظهور بعض الاحتقانات الاجتماعية التي تؤرق النظم الحاكمة في القارة. كما أنها تأتي في سياق التصعيد العدائي الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضدّ إيران ومحاولة عزلها عن سياقها الإقليمي. وبالنسبة إلى الجانب الاقتصادي، فإن قمة ليما تُعقد في ظل سياقات إقليمية متشابهة بين الجانبين؛ فكلا المنطقتين تواجهان تحدياتها الخاصة باعتبار أنهما تنتميان إلى الجنوب. وتواجه أميركا الجنوبية تنمية مستدامة واندماجاً اجتماعياً، أما الوطن العربي فيمر بفترة تاريخية من التحول الاجتماعي والسياسي، بالإضافة الى التطور والتنوع الاقتصادي. وكان إعلان القمة الثانية في الدوحة قد تضمن إنشاء هيكل تنظيمي لقمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، بحيث يشارك فيها رؤساء الدول والحكومات، وتجتمع كل ثلاث سنوات، ومجلس وزراء الخارجية، ويجتمع كل عامين، إضافة الى اجتماعات اللجان القطاعية، التي تتشكل من الخبراء وتجتمع مرتين سنوياً على الأقل. ويتضمن الهيكل التنظيمي أيضاً مجموعة التنسيق التنفيذي، وتتكون من رئاسة القمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ورئاسة اتحاد دول أميركا الجنوبية والبرازيل، وتجتمع مرتين سنوياً. وحسب تصريحات مسؤولين عرب وأميركيين جنوبيين، فإن أهداف قمة ليما تتمثل في التعاون والتنسيق بين دول الجنوب، وخصوصاً في القضايا المطروحة على أجندة المحافل والمنظمات الدولية، مثل قضايا إصلاح الأمم المتحدة ورفض التحركات الدولية الأحادية الجانب ومساندة تبني منظمة التجارة العالمية جدول أعمال ذا طابع تنموي، وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية، بالإضافة الى المساهمة في تحقيق السلام الدولي. كذلك تهدف القمة إلى التنسيق بين الدول المشاركة في المجالات كافة، بالإضافة الى التعاون في مجالات تعزيز الديموقراطية وجهود الإصلاح.