شهدت عدة أحياء في مدينة حلب اشتباكات وقصف، يوم أمس، بعد ليلة شنّ فيها المقاتلون المعارضون هجوماً على مطار النيرب العسكري، في وقت استقدمت فيه القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى مدينة حرستا في ريف دمشق، في حين انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري في القامشلي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات مع القوات النظامية في حيّ العامرية» في حلب أدت الى سقوط مقاتل، بينما سجّلت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في حيّ الجندول. وأوضحت وكالة «فرانس برس» في حلب أن حيّي الكلاسة وباب الحديد تعرّضا للقصف صباح أمس. وكان المقاتلون المعارضون قد شنّوا هجوماً على مطار النيرب العسكري، حيث أشار المرصد إلى «إعطاب طائرتين مروحيتين على الأقل إثر سقوط قذائف هاون بقلب المطار». في المقابل، نفى مصدر سوري «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المشتركة في جريمة سفك الدم السوري عن تدمير مروحيات في مطار النيرب»، وأكد أنّ «هذه الأنباء دليل على إفلاس هذه الوسائل الإعلامية وإصرار منها على الكذب والافتراء، ومحاولة بائسة لرفع معنويات الإرهابيين الذين يتلقون الضربات الموجعة من الجيش العربي السوري».
في السياق، دارت ليل أمس اشتباكات «بين القوات النظامية السورية ومقاتلين في أحياء الإذاعة، والكرة الأرضية، وباب أنطاكيا، ودوار الجندول وجمعية الزهراء» في حلب، بحسب المرصد. وتعرّضت أحياء بعيدين، وصلاح الدين، وبستان الباشا، والمرجة، ومساكن هنانو، والفردوس، وكرم الجبل لقصف من قبل القوات النظامية، أول من أمس، بحسب المرصد. كذلك أفادت وكالة «فرانس برس» في المدينة عن وقوع اشتباكات في أحياء الصاخور، وبستان القصر، والكلاسة في جنوب غرب المدينة. وأدت الاشتباكات إلى اشتعال النيران «في المحال التجارية بسوق المدينة الشهير، الذي يعتبر من أهم الأسواق التجاربة في مدينة حلب»، بحسب المرصد.
من ناحية أخرى، أكد مصدر عسكري سوري، يوم السبت، سيطرة الجيش السوري على منطقتي العامرية وشوارع في تل الزرازير في مدينة حلب. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن المصدر العسكري الميداني تأكيده أن «وحدات قواتنا المسلّحة تسيطر بشكل كامل على منطقتي العامرية ومعظم شوارع تل الزرازير بمدينة حلب». وفي السياق، نقلت «سانا» عن مصدر أمني في محافظة حلب قوله أن «وحدات من القوات المسلّحة استهدفت تجمعات للإرهابيين في سوق الخضرة، وقرب صالة أثينا وجامع جمال في حيّ الكلاسة، ومعمل البوظة في باب النيرب، ومدرسة الاستقلال في بستان القصر، وعند دوار باب الحديد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم».
من جهة أخرى، أفاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية أمس «مدينة حرستا بريف دمشق بعد قدوم تعزيزات عسكرية إلى المدينة، رافقتها حملة دهم وتخريب للمحال التجارية». وكانت القوات النظامية قد صعّدت يوم السبت من حملاتها في حرستا ومناطق في ريف دمشق ملاصقة لشرق العاصمة، بعدما «عزّز مقاتلو المعارضة وجودهم فيها».
كذلك شهد حيّ القدم «حملة دهم واعتقالات عشوائية»، في حين قتل جنديان من القوات النظامية في هجوم نفّذه مقاتلون معارضون على نقطتهم العسكرية في حيّ العسالي. وكان حيّ التضامن في جنوب العاصمة قد شهد أيضاً اشتباكات مماثلة، أول من أمس، «تبعها انتشار للقوات النظامية في الحيّ، وحملة مداهمات». وقال المرصد إنّ استمرار الاشتباكات في الأحياء الجنوبية للعاصمة يدلّ على أنّ المقاتلين المعارضين «يحاولون أن يثبتوا للنظام أنّهم قادرون على التحرك في دمشق رغم الحملات الأمنية، وأنّ النظام غير قادر على إنهاء وجودهم». كذلك شهدت الأطراف الشمالية والشرقية للعاصمة قصفاً ومداهمات نفذتها القوات النظامية، إذ تعرض حيّ القابون «لحملة هدم للمنازل من قبل القوات النظامية»، التي قامت أيضاً بحملة «دهم واعتقالات عشوائية في منطقة بساتين برزة»، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن حيّ برزة شهد، أول من أمس، «حالة نزوح بين الأهالي خلال الاقتحام». من جهتها، أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى «اقتحام الحيّ بالدبابات من قبل قوات الأمن والشبيحة وكسر أقفال أحد المحال التجارية مقابل جامع السلام بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي».
كذلك لفت المرصد إلى تعرض «بلدات ومدن حرستا، وحوش عرب، ورنكوس، والغوطة الشرقية للقصف من قبل القوات النظامية»، التي شنّت أيضاً حملات دهم في هذه المناطق «رافقها تحليق للطائرات المروحية وموجة نزوح كبيرة للسكان من المدينة».
وفي محافظة درعا، اقتحمت القوات النظامية الحيّ الشمالي في بلدة المزيريب، «ولا تزال البلدة محاصرة من قبل القوات النظامية السورية التي تكبدت خسائر فادحة خلال الاشتباكات»، بحسب المرصد، كما تعرّضت مناطق في حماة ودير الزور وإدلب للقصف، بحسب المرصد.
في موازاة ذلك، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري، يوم أمس، في الحيّ الغربي بالقامشلي، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص ووقوع عدد من الجرحى وأضرار مادية كبيرة. يشار إلى أنها المرة الأولى التي يحصل فيها تفجير بمدينة القامشلي ذات الأغلبية الكردية والقريبة من الحدود مع تركيا، والتي تتبع إدارياً لمحافظة الحسكة.
إلى ذلك، قالت مصادر سورية، أمس، إن «مجموعات مسلحة» دخلت إلى قريتي الحيدرية والغسانية في ريف القصير، حيث أقدمت على قتل أكثر من 15 شخصاً ونفذت أعمالاً تخريبية هناك. وفي حمص، أيضاًَ، أفادت وكالة «سانا» عن «اشتباك وحدة من قواتنا المسلحة مع مجموعة إرهابية مسلحة تتمركز قرب مدرسة الوليدية في حيّ باب هود بمدينة حمص، وأوقعت العشرات من أفرادها بين قتيل وجريح»، كما «قضت قواتنا المسلحة على أعداد من الإرهابيين في حيّي باب هود وباب التركمان، في مدينة حمص».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)