واصلت السعودية تغيّبها عن حضور اجتماعات «مجموعة الاتصال الرباعية» للمرّة الثانية، وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إنّ السعودية لم تحضر اجتماعاً لمصر وتركيا وإيران لبحث الأزمة السورية الذي عقد في نيويورك. وحضرت السعودية جلسة تحضيرية في القاهرة، في العاشر من أيلول الماضي، لمسؤولين من الدول الأربع، لكن الرياض تخلفت عن حضور اجتماعين على مستوى الوزراء منذ ذلك الوقت. ولم تعلن الرياض عن السبب. وقال كامل عمرو، في حديث صحافي، «لا نزال في مرحلة استكشاف المواقف، وستكون هناك لقاءات أخرى لنتحدت ربما عن اقتراحات أكثر تحديداً». وسئل عما إذا كان غياب السعودية عن الاجتماع واستمرار الخلافات يقوّض عمل المجموعة، فقال «أعتقد أنّ مقوّمات الاستمرار موجودة. نحيط السعودية علماً بكل ما يدور». وقال وزير الخارجية المصري إنّ كل وزراء المجموعة اتفقوا على ضرورة حدوث تغيير في سوريا، لكن ليس على كيفية تحقيق ذلك. ولم يحدد الموعد الذي عقد فيه أحدث اجتماع مع نظيريه التركي والإيراني.
في سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لا تخطّط لأيّ تدخّل عسكري في سوريا. وردّت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، على سؤال عن موقف أميركا من تحذير روسيا الغرب من التدخل في سوريا أو إقامة منطقة حظر جوي فوقها، فقالت «أعتقد أنّنا أوضحنا ما نبحث عنه في ما يتعلق بدعم المعارضة السورية». وأضافت «نحن نتحدث عن دعم غير قاتل، نتحدث عن تدريب وعن محاولة مساعدة من هم في سوريا، ويحاولون الوصول إلى من هم في مناطق من سوريا تمّ تحريرها الآن من سيطرة النظام».
في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، في تصريح تلفزيونيّ، إنّ الرئيس بشار الأسد رفض مطالب مسؤولين كبار بالسعي إلى حلّ سياسي للأزمة في البلاد بعد مقتل عدد من كبار مساعديه الأمنيين في الهجوم على مقرّ الأمن القومي في دمشق.
وقال حجاب، الذي انشقّ في مطلع شهر آب، لتلفزيون «العربية» إن مقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت أقنعه بأنّه ليس هناك حلّ عسكري للأزمة. وأشار إلى أنّه التقى مع مسؤولين كبار آخرين، بينهم نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس البرلمان ونائب الأمين العام لحزب البعث الحاكم، واتفقوا على مطالبة الأسد ببدء محادثات مع المعارضة.
ولفت حجاب «قابل بشار ما اجتمعنا عليه برفض قاطع، ورفض أيّ شكل من أشكال الحوار مع المعارضة في الداخل أو في الخارج، وقال أنا لا أفاوض معارضة مشتتة لها أجندات، هي معارضة غير وطنية. في الداخل هناك مجموعات مسلحة».
وأضاف «هذا كان صدمة بالنسبة إلينا جميعاً، وخرجنا من القصر وأنا افتقدت الأمل نهائياً وخاصة مع الأيام الأخيرة، عندما سيطر الجيش الحر على أكثر من سبعين بالمئة من محافظة حلب». وقال حجاب إنّه نظراً إلى فشل تدخل المجتمع الدولي في وقف إراقة الدماء في سوريا، فإن البديل الوحيد هو تسليح المعارضة. وأضاف «لا بدّ من تقديم كلّ أشكال الدعم للثورة حتى تنتهي هذه المعاناة والمأساة التي يعيشها الشعب السوري. الحلّ من الداخل، وأبناء سوريا هم قادرون على هذا الحلّ».
كذلك رفض حجاب «الدبلوماسية الدولية» لحلّ الأزمة، التي يقودها الموفد الجزائري الأخضر الابراهيمي، واصفاً إياها بـ«مضيعة للوقت». وقال «النظام يشتري الوقت وأنا سمعت ذلك من بشار، لن يكون هناك حلّ في سوريا إلا كما تقوم به الآن الكتائب الثورية والجيش الحر».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)