إسطنبول | بعد ساعات من إعلان تركيا مقتل خمسة أشخاص بقذيفة سقطت من الجانب السوري على أراضيها، أصدرت رئاسة الحكومة بياناً أعلنت فيه أن تركيا قصفت بعض المواقع العسكرية السورية رداً على قذائف المدفعية التي سقطت في مدينة أكجا قلعة. وأكد البيان أن أنقرة لن تسكت على أي استفزاز سوري، وأن أنقرة دعت الحلف الأطلسي إلى اجتماع طارئ لبحث تفاصيل الأزمة. وجاء بيان الحكومة بعد اجتماع شارك فيه عدد من القيادات العسكرية والأمنية، وسبق ذلك تصريحات لنائب رئيس الوزراء بولنت أرينج، الذي هدد بالرد العملي والحاسم على سوريا.
وكانت امرأة وأربعة من أولادها قد لقوا مصرعهم وأصيب 8 آخرون بجراح لدى سقوط 3 قذائف مدفعية على منزلها والمنطقة المجاورة لها في بلدة أكجا قلعة قبالة بلدة تل أبيض السورية.
واتصل وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي والأمين العام للحلف الأطلسي اندريس راسموسن، وشرح لهم تداعيات الموضوع، بعدما بحث تفاصيل الأزمة مع رئيس الأركان الفريق أول نجدت أوزال.
واختلف المحللون الإعلاميون والسياسيون في تعليقاتهم على الأزمة، حيث دعا البعض الحكومة إلى الرد عملياً وعاجلاً على الموقف السوري «الاستفزازي»، وذلك مقابل آخرين ناشدوا الحكومة التريث والتأكد من خلفيات الموضوع، وقالوا إن مسلحي الجيش الحر قد يكونون وراء هذا الاستفزاز.
وكان المسلحون التابعون للجيش السوري الحر قد سيطروا قبل أسبوعين على بوابة تل أبيض الحدودية التي تقع في المنطقة الكردية من سوريا دون أي رد فعل من الميليشيات الكردية الموجودة في المنطقة.
وتحدث الإعلام التركي آنذاك عن تسلل مسلحي الجيش الحر من تركيا إلى تل أبيض والسيطرة على البوابة الحدودية التي لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة بين المسلحين والجيش السوري.
في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات في المناطق السورية، متركزة في ريف دمشق وحلب. وشنت القوات السورية النظامية، منذ صباح أمس، هجوماً واسعاً على عدد من البلدات الواقعة في الريف الغربي للعاصمة دمشق، وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى تحرك عسكري غير اعتيادي في هذه المنطقة.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى قصف مدينة قدسيا والهامة، اللتين تشكلان «معقلي الجيش السوري الحر»، «بالدبابات من قبل القوات النظامية التي تقوم بحملة دهم واعتقالات وتفتيش في المنطقة».
وفي ضاحية دمر المجاورة، أفادت «فرانس برس» وسكان المنطقة عن وجود ما لا يقل عن ثلاث دبابات وسبع شاحنات عسكرية وعشرات الجنود في الشوارع. كذلك حالت السلطات دون توجه سائقي السيارات، بما في ذلك الأسر التي تقل أطفالها إلى المدرسة، إلى العاصمة وإرغامها على العودة عند الحواجز. وقطعت أربعة مداخل مؤدية من دمر إلى المدينة، وفقاً للوكالة الفرنسية.
في السياق، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «مواصلة قواتنا المسلحة ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية». وفي منطقة الكلاسة، والفردوس، ببستان القصر في حلب «نفذت وحدة من قواتنا المسلحة عملية نوعية أدت إلى مقتل الإرهابي الحاج عبد الرحمن مفتي المجموعات الإرهابية المسلحة»، بحسب «سانا»، فيما قتل 15 جندياً سورياً في هجمات شنها مقاتلو المعارضة في معارك في محافظة إدلب، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد إنّ «عدة مجموعات من المقاتلين هاجمت بنحو متزامن ثلاثة حواجز في بلدة بداما في منطقة جسر الشغور ودمرتها. وتلت ذلك معارك عنيفة». واندلعت مواجهات، أيضاً، بين الجنود ومقاتلي المعارضة على حواجز أخرى في محافظة إدلب.