أقامت وزارة الثقافة المصرية احتفالاً خاصاً بالقدس أول من أمس، حمل عنوان «القدس نحميها معاً، نستعيدها معاً»، وكان لافتاً في الاحتفال غياب التمثيل الرسمي الفلسطيني، في مقابل حضور قوي لحركة «حماس»، وفي مقدمته رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل. وقال السفير الفلسطيني لدى القاهرة، بركات الفرا، إن «القائمين على الاحتفالية لم يتصلوا بالسفارة، لكنهم أرسلوا دعوات غير معنونة الى السفارة، التي لم يؤخذ رأيها في هذه الاحتفالية، وهم طبعاً أحرار في قرارهم، لكن لا علاقة للسفارة بهذه الاحتفالية من قريب أو بعيد».
وكانت وزارة الثقافة المصرية قد نظمت هذه الاحتفالية في مسرح محكى قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة، بناءً على دعوة مؤسسة القدس الدولية، وبمناسبة مرور أكثر من 900 عام على تحرير القدس من أيدي الاحتلال الصليبي.
وفي ظل غياب أي تمثيل فلسطيني رسمي، كان هناك حضور قوي لحركة «حماس»، تمثّل في مشاركة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، ونائبه موسى أبو مرزوق، في أمسية طغى عليها حضور التيار السياسي الإسلامي.
ومن أبرز حضور الأمسية، الى جانب وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب ومشعل ومرزوق، رئيس مؤسسة القدس الدولية القريب من التيار الاسلامي، رضا فهمي، ومستشار الرئيس المصري محمد عصمت سيف الدولة، اضافة الى محمد جميعة، ممثلاً شيخ الأزهر أحمد الطيب.
وأكد مشعل في كلمته أمام الحضور أن «الرئيس المصري محمد مرسي رئيس للمصريين مسلمين ومسيحيين، ورجالا ونساءً»، مشيرا الى أن «القضية الفلسطينية لم تحقق أي نجاح في المفاوضات لمصلحة القضية، بل إنها تتيح الوقت للعدو كي ينفذ مخططاته، وبالتالي فإنه لم يعد هناك حل الا بالمقاومة». وبدأ الحفل بعزف النشيد الوطني وتلاوة آيات قرآنية، تبعها القاء الكلمات، ثم عرض فيلم وثائقي عن مدينة القدس، تلته فقرة غنائية للتخت العربي، تضمنت أغنيات وطنية عن القدس.
وكانت غزّة بدورها، أمس، على موعد مع احتفال، لكن من أجل مناسبة أخرى، وهي ذكرى انطلاق حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، بحيث توافد عشرات الآلاف الى ساحة الكتبية بمدينة غزة للاحتفال.
وأكد الامين العام للحركة رمضان عبد الله شلح، في كلمة ألقاها أمام الجماهير، أن خيار المشروع الوطني الفلسطيني على دولة بحدود عام 1967 انتهى وفشل فشلا ذريعاً ووصل الى طريق مسدود.
وطالب باعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني وفق استراتيجية جامعة. وقال إن «من سمع خطاب الرئيس (محمود عباس) في الامم المتحدة ومقدماته، لم يكن يتوقع أن الرد هو مد اليد الى المحتل ليقطع تلك اليد ويقضمها، فيما لا تمد نفس تلك اليد الى الداخل الفلسطيني».
وأكد شلح «نحن مع كل اشكال المقاومة، لكننا نرفض نبذ المقاومة المسلحة أو استبعادها»، مؤكداً أن «اعطاء العدو هدنة مجانية، واستمرار التسنيق الامني مع العدو في الضفة، والوقف الطوعي للمقاومة في غزة، لها نتائج كارثية، ويجب اعادة النظر فيها». وقال «يجب رفع سقف المشروع الوطني ليصبح كل فلسطين». من جهته، هنأ عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية، حركة الجهاد في هذه المناسبة. وقال إن «الشهيد فتحي الشقاقي (ابو ابراهيم) يجمع في ذكراه كل قوى المقاومة»، مؤكدا على وحدة المقاومة والبندقية في مواجهة المشروع الصهيوني. وأضاف إن «حركة الجهاد مثّلت مع كل الفصائل حصناً منيعا في وجه الغاصبين، حتى لا تضيع الثوابت والهوية».
(الأخبار)