دمشق | خلاف عائلي معتاد تحوّل عبر بعض وسائل الإعلام إلى انشقاقات وخلافات بين معارضة وموالاة، حيث لم تجرِ الرياح بما تشتهي سفن المعارضين. لم ينشق آل اسماعيل، ولم يهبّ آل الخيّر نصرة لابنهم عبد العزيز، عضو هيئة التنسيق، بعد اتهام الاستخبارات السورية باعتقاله. وأثارت بلبلة وقعت في مدينة القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الأسد، ضجة إعلامية كبيرة. ورغم تبيّن حقيقة الأمر لاحقاً، والمتمثلة بخلاف دامٍ بين عائلتي الأسد وعثمان، إلّا أنّ تداعيات الأمر استمرت إعلامياً، وبشكل يومي، بهدف استثمار الحدث للترويج لانتصارات سياسية وتحقيق مكاسب ضد النظام في أحد معاقله.
مصدر في المعارضة همس لـ«الأخبار» أن الإشكال السياسي مؤكد، وقد وقع بين عائلات موالية للنظام، على رأسها آل الأسد ومخلوف وشاليش، وعائلات أُخرى تغلب المعارضة على بعض أفرادها كآل اسماعيل وعثمان والخيّر الذين اعترضوا على اعتقال ابنهم عبد العزيز، معتبرين ذلك تطاولاً من النظام على العائلة. كلام أثار سخرية أوساط في القرداحة، فقد اعتبر بعض الأهالي أنّ الشجار الذي وقع «يحصل باستمرار منذ ما قبل الأزمة في البلاد، إلا أنّ البعض استغلّه ولفّق عليه ما شاء من أمنيات»، فيما لفتت عدة شخصيات من آل الخيّر أن المشكلة لم تصل إلى مرحلة الخلاف العائلي، بل «لا يعدو كونه خلافاً بين شخصين بدأ بمشاجرة كلامية وانتهى بعدة إصابات، إلا أنّ الجميع في حالة جيدة الآن». وتابع أحد الأشخاص الذين تواجدوا أثناء الحادثة أن «علاقة عائلة الخيّر الوحيدة بما جرى هي امتلاك أحد أفراد العائلة للمقهى الذي وقع فيه الشجار، ما أدى إلى إصابة شخص من آل الخيّر بسبب جلوسه في المقهى في ذلك الوقت». ونفى الرجل أي رابط بين الحادثة وبين ما حدث مع المعارض عبد العزيز الخيّر، حيث إن الأخير لم يقطن في البلدة منذ عقود. بالإضافة إلى «عدم وجود معارضين في البلدة، بل شخصيات منبوذة ليست أصلاً من البلدة».
وإثر ترويج بعض وسائل الإعلام أن عائلة اسماعيل متورطة في ما يجري، فقد ذكر مصدر في العائلة أن لا علاقة لها بالإشكال، فهي تبتعد باستمرار عن المشاكل التي لا معنى لها، ولا سيّما في ظلّ الظرف الصعب الذي تمرّ فيه البلاد.
وتطفو على السطح داخل بعض الأوساط في القرداحة مخاوف من استغلال هذه الحادثة، والضجة الإعلامية المرافقة لها، للقيام بأعمال شغب واغتيالات بهدف إضفاء صدقية على أمنيات البعض بحدوث انشقاقات وخلافات ضمن البلدة الموالية حتى العظم.