كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أمس، أن أسلحة مخصصة للجيش السعودي سُرِّبت إلى المتمردين السوريين. وقالت «بي بي سي» إن مراسلها «شاهد ثلاثة صناديق موجهة من الشركة المصنّعة للأسلحة إلى السعودية في قاعدة يستخدمها المقاتلون المتمردون في مدينة حلب، لكن وصولها إلى المدينة السورية غير معروف، ولم يُسمح لمراسل الهيئة بتصوير محتوياتها». وأضافت أن الأسلحة والذخيرة «صنّعتها شركة داستان الأوكرانية المتخصصة في مجال الأسلحة البحرية والصاروخية، وعُثر عليها داخل مسجد في مدينة حلب». وقالت الهيئة إن وجود الأسلحة «يدل بوضوح على أن جهة ما في الخليج تساعد بنشاط المتمردين الذين يُقاتلون لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن مسؤولين سعوديين اتصلت بهم رفضوا التعليق». وأضافت «بي بي سي» أن مصادر في المعارضة السورية أكدت لها بنحو خاص أن الأخيرة تتلقى المساعدة من السعودية وقطر.
في هذه الأثناء، رأى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أنّ تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، تعكس حالة التخبّط السياسي والدبلوماسي التي تمرّ بها تركيا، وذلك في ردّ على الدعوة التركية لتولّي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة «مرحلة انتقالية» في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن الوزير قوله، خلال لقاء فعاليات شعبية، إنّ «تركيا ليست السلطنة العثمانية، والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق، ومكة، والقاهرة، والقدس». وأشار إلى ضرورة أن تتخلى الحكومة التركية عن مهماتها لشخصيات يقبلها الشعب التركي، بما يحقّق مصلحة تركيا والتوقف عن تدمير مستقبلها. وأكّد أن الوزن النوعي لتركيا في ظلّ الحكومة الحالية شهد تراجعاً كبيراً.
من جهته، قال الرئيس التركي، عبد الله غول، إن ما يحدث في سوريا أسوأ سيناريو ممكن في البلاد، ويؤثر على تركيا التي تتخذ حكومتها الإجراءات التي تراها مناسبة حيال الأمر.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن غول قوله: «في هذه المرحلة نبقى على اتصال دائم مع رئاسة هيئة الأركان العامة، للتشاور، ولتنفيذ الإجراءات المطلوبة، وهي تقوم بتنفيذ ما هو ضروري لمواجهة التطورات». وأشار غول إلى أن الشعب السوري يعاني من ويلات أسوأ سيناريو يُنفَّذ في البلاد، الأمر الذي يؤثر على تركيا مباشرةً. ولفت إلى أنّه لا ينبغي استمرار الأحداث في سوريا على النهج نفسه، مشدداً على أن ما يحدث يشير إلى أن التغيير قادم، إلا أنّ رغبة بلاده تتلخص في عدم إراقة مزيد من الدماء السورية، وتدمير المدن وتحوّل سوريا إلى دولة مدمرة. وأضاف غول أن بلاده ترغب في انتقال السلطة في سوريا لتجاوز مزيد من الدماء والدمار.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنّ العراق لا يؤيّد المعارضة ولا الحكومة، في النزاع السوري. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المالكي، الذي يزور موسكو، أنّ علاقات بلاده مع القيادة السورية أو قيادة أيّ بلد آخر تنطلق من مدى تمثيل هذه القيادات لمصالح شعوب بلدانها. وقال المالكي إن القيادة العراقية تبحث مع روسيا عن مخرج سلمي للأزمة السورية، معرباً عن معارضته لمنطق إطاحة الأنظمة عبر استخدام القوة، وأكد أن العراق يعارض أيّ تدخل خارجي في شؤون الدول.
في موازاة ذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم أمس، من عواقب الوضع «المتدهور بنحو دراماتيكي» في سوريا على استقرار الدول المجاورة، وخاصة لبنان. وعبّر عن القلق العميق لتواصل تدفق السلاح على القوات الحكومية والمعارضة، داعياً مجدداً الدول المزوّدة للأسلحة إلى وقف ذلك.
في هذه الأثناء، أفاد مسؤولون في المعارضة السورية وكالة «فرانس برس» بأن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، أجرى أمس أول زيارة لسوريا. وقال مسؤولان في الجيش السوري الحر، إن سيدا زار بلدة باب الهوا المحاذية لتركيا في محافظة إدلب حيث التقى العديد من قادة هذا الجيش المتمرد.
ميدانياً، شنّت القوات النظامية السورية حملة على مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في محافظة حمص. وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس»، إنّ «الجيش هو في خضمّ محاولة تطهير الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون في حمص». وأضاف المصدر، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أنّ القوات النظامية سيطرت على القرى المحيطة بمدينة القصير «وتحاول الآن استرجاع المدينة نفسها». وقال مقاتلون من المعارضة السورية إن القوات الحكومية تقدمت، أمس، للمرة الأولى منذ شهور في حيّ الخالدية الذي تسيطر عليه المعارضة.
كذلك، نفذت القوات النظامية السورية حملة دهم في بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا حيث سقط 20 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي حلب، نقلت وكالة «فرانس برس» عن سكان أنّ أحياء بستان الباشا، والحيدرية، والشيخ خضر شمال شرق المدينة تعرضت لقصف عنيف، كذلك تسمع فيها «أصوات اشتباكات عنيفة». وأفاد المرصد عن سقوط مقاتل معارض خلال اشتباكات مع القوات النظامية بالقرب من ثكنة هنانو، غداة اشتباكات ليلية في أحياء الميدان، والصاخور، وصلاح الدين وسيف الدولة، بحسب المرصد. وفي دمشق، نفذت القوات النظامية «حملة هدم وتجريف للمنازل» في حيّ القابون جنوب المدينة وبرزة في شمالها بحسب المرصد. كذلك أفيد عن سماع دوي انفجار في حي جوبر، فيما أعلن التلفزيون السوري أن انفجاراً وقع في منطقة حرستا في ريف دمشق، من دون أن يشير إلى سقوط ضحايا أو حجم الأضرار. وقال مسؤول سوري، رفض الكشف عن اسمه لوكالة «أسوشييتد برس» إن مهاجماً انتحارياً فجر سيارة ملغّمة قرب مجمع للاستخبارات في حرستا. وفي إدلب، أفاد المرصد بمقتل «ما لا يقلّ عن 5 من القوات النظامية وأسر 3 ضباط، أحدهم برتبة عميد»، خلال اشتباكات على حاجز في قرية الزعينية، نجح المقاتلون المعارضون في السيطرة عليه.
إلى ذلك، أعلن مسؤول تركي أنّ الجيش التركي ردّ مجدداً بقصف مواقع عسكرية سورية بعد سقوط قذيفة أطلقت من الجانب السوري في الأراضي التركية. وفي وقت سابق، قال محافظ هاتاي إنّ ستّ قذائف سورية سقطت على الجانب التركي من الحدود، يوم أمس.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)



«المجلس الوطني» سيبحث «إعادة الهيكلة»

قال لؤي الصافي، العضو في المجلس الوطني السوري، إنّ الاجتماع المقبل للمجلس في الدوحة سيخصّص لإعادة الهيكلة والتوسعة، من أجل توحيد المعارضة. وأشار إلى أنّ «أهم نقطة» في الاجتماع ستكون «إعادة الهيكلة والتوسعة، والقصد منها خطوة أخرى باتجاه توحيد المعارضة السورية في إطار أوسع».
(أ ف ب)

أول مخيّم للنازحين داخل سوريا

تنشط الجرافات والمتطوعون في بلدة قاح شمال غرب سوريا لبناء مخيّم، من المفترض أن يستقبل اعتباراً من الأسبوع الحالي آلاف السوريين الهاربين من المعارك، في مشروع هو الأول من نوعه داخل سوريا. ولجأ النازحون إلى منطقة أطمة التي تشكّل قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة على الحدود مع تركيا. ويقول الشيخ عمر الرحمن، الذي يقف وراء المشروع، «كنت أحضر مساعدات بانتظام إلى أطمة، وتأثرت لوضع هؤلاء النازحين». ونجح الشيخ الثلاثيني في جمع المبالغ الأولى لتمويل المشروع. وأوضح أنّ «هذا المشروع مبادرة محلية بدعم مالي من مانحين ليبيين»، مؤكداً «نحن نرحّب بكلّ المساهمات». وبدأت الأعمال قبل عشرة أيام على سفح جبل صخري على مشارف بلدة قاح القريبة من أطمة. وتمّ تخصيص قرابة 40 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية، بعضها تمّ شراؤه، وبعضها الآخر تنازل عنه أصحابه.
(أ ف ب)

مصر تحذّر مواطنيها من التسلّل إلى سوريا

حذّرت السفارة المصرية في عمان مواطنيها من خطورة التسلّل إلى سوريا في ظلّ الظروف الحالية، وذلك بعد تعرّض أربعة مواطنين مصريين لإطلاق نار أثناء محاولتهم التسلّل إلى داخل الأراضي السورية، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم. وقالت السفارة إنها «تتابع حالة المواطنَين المصريين اللذين تعرضا لإطلاق الرصاص على الحدود الأردنية _ السورية».
(أ ف ب)