توافد أهالي المعتقلين في السجون السعودية، منذ ساعات الصباح الأولى أمس، الى طريق الملك فهد مقابل أسواق الأندلس، والى مجلس القضاء الأعلى وسط العاصمة الرياض، من أجل الاعتصام للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم الذين يقبعون بالسجون من دون اتهامات أو محاكمات، وبعضهم قارب العشر سنوات، وذلك عقب تجمع مماثل أمام هيئة التحقيق والادعاء العام في بريدة قبل يوم، انتهى باعتقال عدد من النساء. هذه الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها؛ فقبل نحو أسبوع تقريباً نظم الأهالي تجمعاً مماثلاً أمام هيئة حقوق الانسان وسط العاصمة، ظل نحو 24 ساعة، رفعوا خلاله لافتات وردّدوا شعارات تطالب بإنصاف أبنائهم، لكن الشرطة السعودية قامت بتفريق المحتجين واعتقلت عدداً منهم.
وبحسب شهود نقلت عنهم وكالات الأنباء، والتغريدات على موقع «التويتر» التي تواكب هذه النشاطات، فإن «ما يقارب 40 رجلاً وامرأة تجمعوا في طريق الملك فهد بالعاصمة السعودية الرياض حاملين لافتات كتب عليها: أطلقوا سراح المعتقلين». وأضافوا أن التجمع «أدى إلى إغلاق مخارج الطريق الذي يربط جنوب الرياض بشمالها، فيما حضرت الدوريات الأمنية وقوات مكافحة الشغب إلى الموقع لمحاولة تفريق المتظاهرين».
وقالت مصادر أخرى إن تجمعاً مماثلاً جرى أمام مبنى مجلس القضاء الأعلى في العاصمة السعودية للمطالبة بمحاكمة المعتقلين منذ سنوات أو إطلاق سراحهم.
وشهدت السعودية في الآونة الأخيرة عدة تظاهرات في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة باطلاق المعتقلين من دعاة الإصلاح ومحاربة الفساد ورفع منع السفر عن الآلاف من السعوديين «بعدما أصبحت البلاد سجناً كبيرا لهم»، على حد تعبير أحد الممنوعين من السفر منذ 10 سنوات.
وذكر مصدر سعودي موثوق أنه تم اعتقال العديد من النساء اللاتي شاركن أول من أمس في تجمع بريدة مام هيئة التحقيق والادعاء العام، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في السجون السعودية والسجون العراقية. وقال إنه «تم تطويق التجمع بباصات الأمن واعتقال بعض الحرائر المتواجدات لنصرة المعتقلين». ورغم أن الوقفة كانت صامتة تماماً، لكنها تناولت الإشارة الى عدة أمور ومنها قضية هيلة القصير.
وتحدثت الأنباء الأسبوع الماضي عن قيام أهالي بعض المعتقلين برفع لافتات فوق جسر يسمى «كوبري الخليج»، وسط العاصمة الرياض، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين وخصوصاً هيلة القصير المعروفة بأم الرباب وبسيدة تنظيم «القاعدة»، والمحكوم عليها بالسجن 15 عاماً.
(الأخبار، يو بي آي)