كلف الملك الأردني، عبد الله الثاني، أمس، عبد الله النسور تشكيل الحكومة الأردنية الجديدة خلفاً لفايز الطراونة الذي قدم استقالته استناداً إلى المادة 74 من الدستور. وأوضح بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، أن «استقالة حكومة الطراونة تأتي تماشياً مع التعديلات الدستورية الأخيرة، التي نجمت عن خريطة الإصلاح السياسي، والتي تستوجب استقالة الحكومة بعد حل مجلس النواب». ودعا الملك عبد الله في كتاب التكليف، الرئيس الجديد إلى تشكيل فريق وزاري «يكون بمستوى المرحلة الوطنية والتحديات التي نمر بها». كما دعاه إلى التعاون مع الهيئة المستقلة للانتخابات «وصولاً إلى انتخاب مجلس نيابي يعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب وتطلعاته في مستقبل أفضل».
وكتب الملك، في خطاب تكليف النسور، «دعونا إلى انتخابات مبكرة، ونتطلع قدماً إلى البرلمان الذي سيؤسس لإرساء مفهوم التحول نحو الحكومات البرلمانية». وحث الملك عبد الله النسور على «مواصلة الحوار مع جميع شرائح المجتمع والأحزاب والقوى السياسية لتشجيعها على المشاركة الفاعلة في الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً». وأوضح أن «التحديات المالية والاقتصادية المختلفة التي نواجهها تتطلب إعداد موازنة متوسطة المدى، لتعرض على البرلمان المقبل»، مشدداً على ضرورة الأخذ بالاعتبار «إزالة الاختلالات الاقتصادية والمالية وزيادة الاستثمارات لاستعادة زخم النمو الاقتصادي». كما دعاه إلى «الإسراع في تنفيذ البرامج والسياسات التي تضمن تنويع مصادر الطاقة، وخاصة البديلة والمتجددة والبرامج المساندة»، في ظل استمرار انقطاع إمدادات الغاز المصري وارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية.
وجاءت استقالة حكومة الطراونة تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة وكإجراء معتاد بعد حل مجلس النواب الأردني الخميس الماضي.
من جهتها، دعت حركة الإخوان المسلمين في الأردن، أمس، رئيس الحكومة المكلّف عبد الله النسور إلى إحداث اختراق في السياسة الداخلية الأردنية وتقديم نموذج جديد مختلف عن الحكومات السابقة. وأشار نائب المراقب العام للحركة، زكي بني أرشيد، إلى أنه رغم العلاقات الطيبة التي تجمع النسور مع مجمل القوى والأحزاب المعارضة، إلا أن ذلك غير كافٍ لنجاح المهمة التي أسندت إليه.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)