واشنطن | أكد وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، أن الولايات المتحدة أرسلت بالفعل قوات عسكرية إلى الحدود الأردنية السورية للمساعدة في بناء مقر في الأردن وتعزيز قدراته العسكرية في حال تصاعُد العنف على طول الحدود الأردنية السورية، مشيراً في الوقت نفسه إلى تعاون بلاده مع تركيا لمراقبة الوضع في سوريا. وقال بانيتا، في مؤتمر وزراء دفاع حلف شماليّ الأطلسي، إن الولايات المتحدة تعمل مع الأردن «لمراقبة مواقع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، وأيضاً لمساعدة الأردن على التعامل مع اللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود من سوريا».
وجاء تأكيد بانيتا للوجود العسكري الأميركي قرب الحدود الأردنية السورية عقب نفي الحكومة الأردنية صحة ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» عن وجود فريق عمل عسكري أميركي منذ شهر أيار الماضي، مكون من 150 فرداً من المتخصصين، الأمر الذي يراه مراقبون دليلاً على تصعيد في التورط الأميركي العسكري المباشر في الصراع الدائر في سوريا. كذلك يرى مراقبون أن الكشف عن الوجود العسكري الأميركي في الأردن بعد أيام من القصف التركي لمواقع داخل سوريا، يشير إلى أن الصراع المسلح في سوريا قد يمتد عبر الحدود السورية ويصبح صراعاً إقليمياً.
وقال بانيتا: «لدينا مجموعة من قواتنا العاملة هناك (في الأردن) للمساعدة في بناء مقر، وللتأكد من أن نجعل العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن قوية حتى نتمكن من التعامل مع جميع العواقب المحتملة لما يحدث في سوريا».
وقبيل تأكيد بانيتا، نقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، نفيه لما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود قوات أميركية في الأردن لمساعدة اللاجئين السوريين أو لمساعدة القوات المسلحة الأردنية لمواجهة أي أخطار تتعلق بالأسلحة الكيمائية السورية. وأكد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية قادرة ولديها الإمكانات كافة لمواجهة أي تهديدات مستقبلية مهما كان نوعها. وأوضح المصدر أن وجود أي قوات صديقة أو شقيقة في الأردن هو لتنفيذ التمارين المشتركة.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قد أشارت إلى أن «الجيش الأميركي أرسل قوة خاصة إلى الأردن لمساعدة المملكة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والإعداد لسيناريوات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية». وقالت الصحيفة إن «القوة البالغ عديدها 150 عنصراً وتضم مخططين ومختصين يقودها ضابط أميركي كبير وتدرس سبل منع توسّع رقعة النزاع السوري الدموي إلى الحدود الأردنية».
ووفقاً للصحيفة، بحث المسؤولون الأميركيون والأردنيون إقامة منطقة انسانية عازلة على الجانب السوري من الحدود، تتولى القوات الأردنية مراقبتها بدعم أميركي، لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة حالياً.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جورج ليتل، قوله إن الولايات المتحدة والأردن اتفقا على أن «زيادة التعاون والتخطيط المفصل أمر ضروري لمجابهة العواقب الوخيمة لوحشية نظام الأسد».
كذلك نبه ليتل إلى أن الأفراد العسكريين كانوا في الأردن للمساعدة في مواجهة طوفان من اللاجئين السوريين على حدودها وتأمين مخزونات سوريا من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وأضاف ليتل: «كما قلنا من قبل، لقد خُطِّط لحالات الطوارئ المختلفة، سواء من جانب واحد ومع شركائنا الإقليميين هناك سيناريوات مختلفة تجاه تصرفات نظام الأسد التي تستحق الشجب ويمكن أن تؤثر على شركائنا في المنطقة».