نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أنه وافق على الانسحاب من هضبة الجولان في إطار مفاوضات سرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة أميركية.
وأكد مكتب نتنياهو أن هذا التقرير غير صحيح، وأن المسألة تتعلق بمبادرة أميركية من بين مبادرات كثيرة عرضت على إسرائيل في السنوات الأخيرة، لم تقبل بها إسرائيل في أي مرحلة. ولفت المكتب إلى أن المبادرة قديمة وغير ذات صلة، مشيراً إلى أن نشرها الآن يعود لأهداف سياسية، في إشارة إلى تزامنها مع إعلان تقديم موعد الانتخابات والتأثير على ثقة الجمهور الإسرائيلي به.
وكانت «يديعوت أحرونوت» قد ذكرت أنه بعد سنتين ونصف من انتخابه رئيساً للوزراء، أدار نتنياهو مع وزير الدفاع إيهود باراك، مفاوضات غير مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وافق خلالها على الانسحاب الكامل من هضبة الجولان. وأكدت أن المفاوضات جرت بوساطة الدبلوماسي الأميركي فريد هوف، والخبير في ترسيم خطوط الحدود في مناطق النزاع، والممثل الأكبر لإدارة الرئيس باراك أوباما لشؤون سوريا ولبنان.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن المفاوضات جرت بسرية نادرة حتى تجاه الأجهزة الأمنية، وأن الوثائق تؤكد أن الأميركيين فوجئوا باستعداد نتنياهو لأن يعرض على السوريين أكثر من أسلافه، والمراهنة على كل الصندوق، وصولاً إلى الموافقة على الانسحاب حتى خط الحدود المسمى «الرابع من حزيران 1967»، وهو ما كان إيهود باراك قد رفضه عندما كان يتولى رئاسة الوزراء في عام 2000، وأدى في حينه إلى فشل المفاوضات السورية الإسرائيلية.
وبحسب «يديعوت»، فقد تقررت الحدود الدولية بين سوريا وإسرائيل، في اتفاقية هدنة عام 1949، بما يسمح لها بالسيطرة على كل شواطئ بحيرة طبريا، إلا أنه حتى عام 1967 ضم السوريون رويداً رويداً المنطقة حتى الخط المياه وثبتوا مفهوماً بات أمراً مركزياً في أي مفاوضات مستقبلية، هو «إنزال الأقدام في مياه البحيرة ».
ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية إشارتها إلى موافقة نتنياهو وباراك على الانسحاب إلى هذه الحدود مقابل اتفاق سلام يتضمن توقعاً إسرائيلياً، لكن من دون تعهد من جانب الأسد، بقطع العلاقات الخاصة بين سوريا وايران.
أما بالنسبة إلى المدة التي سيستغرقها تنفيذ الاتفاق، فقد بقيت هذه القضية معلّقة؛ إذ طلب السوريون تنفيذها في غضون فترة زمنية قصيرة تراوح بين سنة ونصف إلى سنتين، أما في إسرائيل فأملوا بفترة زمنية أطول.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية قوله قبل بضعة ايام إن المفاوضات كانت جدية وبعيدة الأثر، وانه كان يمكن الافتراض أنه «لولا الحرب الأهلية السورية لانتهت باتفاق».