نواكشوط | طمأن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أمس، الموريتانيين إلى صحته، مؤكداً أنه تجاوز مرحلة الخطر بفعل جهود «الأطباء المخلصين»، فيما تلمس العذر للعسكري الذي أطلق عليه الرصاص. وأضاف، في تصريح مقتضب بثه التلفزيون الحكومي أمس، قبيل مغادرته إلى فرنسا، إنه تعرض لطلق ناري عن طريق الخطأ من دورية من الجيش الموريتاني، أثناء مروره عبر طريق غير معبد شمال البلاد. وبدا الرئيس الموريتاني في الشريط متكئاً على سرير بالمستشفى ويلبس بذلة طبية بيضاء، وظهر إلى جانبه رئيس الوزراء، مولاي ولد محمد لغظف، وقائد الجيش، الفريق محمد ولد الغزواني. وقد أجريت لولد عبد العزيز عملية جراحية في المستشفى العسكري في العاصمة نواكشوط، فيما قالت السلطات إنه أصيب بجرح «بسيط».
وذكرت مصادر طبية لـ «الأخبار» أن ولد عبد العزيز وصل إلى المستشفى ملطخاً بالدماء، غير أن وزير الإعلام حمدي ولد المحجوب أكد أن الرئيس في صحة جيدة، ولم يصب إلا بجرح بسيط، فيما افادت معلومات غير مؤكدة من وسائل اعلام خاصة أنه اصيب بالذراع او البطن.
وغادر الرئيس أمس نواكشوط على متن طائرة مجهزة طبياً إلى باريس، حيث سيدخل مستشفى متخصصاً لتلقي «علاج اضافي»، حسب مصدر امني موريتاني. وأضاف المصدر إنه «تجاوز مرحلة الخطر»، حيث «لم تصب أعضاؤه الحيوية».
وفي سياق تحقيقاته في الحادث، أوقف الجيش الموريتاني ضابطين من القوات الجوية بتهمة إطلاق النار على الرئيس وسط تضارب في المعلومات بشأن هوية المهاجمين على ولد عبد العزيز. وتحدثت السلطات الرسمية عن «نيران صديقة»، فيما راج على نطاق واسع أنه تعرض لمحاولة اغتيال.
وحسب الرواية الرسمية فإن الرئيس تعرض لإطلاق نار من فرقة عسكرية موريتانية مرابطة على احد مداخل العاصمة. وقال وزير الإعلام حمدي ولد المحجوب إن الأمر يتعلق بـ «نيران صديقة».
ولم تبدُ الرواية الرسمية مقنعة لكثير من المحللين، الذين رأوا أنه يفترض أن يتوقف الرئيس عند نقاط التفتيش، ويفترض كذلك أن لا يسير في أماكن مثيرة للشبهة.
وقال شهود عيان لـ «الأخبار» إن الرئيس تعرض للنيران وهو عائد من منتجعه من طرف مجهولين، وإن سيارة اقتربت من الموكب وأطلقت النار.
في المقابل، رجح مصدر مطلع أن يكون الرئيس قد وقع في كمين لم يكشف عن طبيعته، وذكر المصدر أن موكب ولد عبد العزيز مر أمام الحامية دون توقف، ما دفع العسكري إلى إطلاق وابل من الأعيرة النارية علىه الليلة الماضية في بلدة الطويلة شمال نواكشوط، دون سابق إنذار. وفي ردود الفعل على الحادث، هنأ الحزب الموريتاني الحاكم، «الاتحاد من أجل الجمهورية»، الرئيس محمد ولد عبد العزيز، على نجاته من الإصابات الطفيفة التي تعرض لها. وقال الحزب، في بيان له، إن «الرئيس الآن بصحة جيدة، وحالته مستقرة، حيث يتلقى العلاج من هذه الإصابة الطفيفة في المستشفي العسكري»، متمنياً له الشفاء العاجل، فيما التزمت المعارضة الصمت حتى تنكشف الأمور، وفق ما أكد مصدر معارض بارز لـ «الأخبار»، مشككاً في الرواية الرسمية.
ومن كينشاسا، أعلن وزير الخارجية الموريتاني، حمادي ولد حمادي، أن الرئيس ولد عبد العزيز ما زال يمارس «كافة صلاحياته». ورداً على سؤال عن حالة الرئيس على هامش قمة الفرنكوفونية، قال الوزير «إنه يمارس صلاحياته كاملة، إنه غائب وذلك كثيراً ما يحصل، يشارك في قمم ومؤتمرات، لكن الدولة تعمل، ليس هناك اي مشكلة خاصة تقتضي اجراءات خاصة».