استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منصة الكنيست، أمس، لإطلاق حملته الانتخابية التي ركز فيها على حاجة إسرائيل إلى قيادة تمكنها من مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، في مقابل معارضة خالية حتى الآن من أي زعامة قادرة على أن تمثّل تحدياً جدياً له في المنافسة على منصب رئاسة الوزراء.
ورأى نتنياهو، في كلمته أمام الكنيست الذي صدّق على حل نفسه تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة في الشهر الأول من السنة المقبلة، أن الشعب الإسرائيلي سيحسم قراره بعد أقل من 100 يوم من سيقوده في مواجهة «التحديات الأمنية الكبرى التي عرفناها منذ قيام الدولة، وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية الأقسى التي عرفها العالم في الثمانين عاماً الأخيرة». وعرض نتنياهو إنجازات حكومته منذ توليه رئاستها في 2009، متناولاً الواقع الذي كانت عليه إسرائيل مع تسلّمه دفة قيادتها، من الناحيتين الأمنية والاقتصادية، سواء في ما يتعلق بالنمو السلبي أو ارتفاع البطالة أو تعاظم التهديد الصاروخي من الشمال والمتسللين من الحدود المصرية، هذا إلى جانب أن «النووي الإيراني لم يكن يحتل أي مكانة في جدول الأعمال الدولي».
وأكد نتنياهو أن الحكومة أحدثت تغييرات في كل هذه المجالات، وتباهى بأن إسرائيل «لم تشهد حرباً طوال السنوات السبع» لترؤسه الحكومة، وبأن «حجم الإرهاب قد تراجع». وذكَّر باستعادة الجندي الأسير جلعاد شاليط ضمن إطار عملية التبادل مع حركة «حماس». من جهته، أكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أنّ الموضوع الأمني في الحملة الانتخابية المقبلة «هو التهديد الإيراني الذي ينبغي النظر اليه كتهديد فعلي، بكل ما تحمله هذه الكلمة من خطورة». وشدد على ضرورة أن يكون الخيار العسكري على الطاولة كي تدرك إيران أن هناك جدية في مواجهتها. وافتتح رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين الجلسة بالإشارة إلى أن من المرات النادرة أن يفتتح الكنيست دورته الخامسة في ظل الحكومة نفسها، لكنه أضاف أن «الحقيقة هي أننا اجتمعنا هنا من أجل حل الكنيست، وبعد ساعات سيتم إغلاق هذه الدورة التي بدأت الآن». في غضون ذلك، بدأت تتفاعل التجاذبات داخل الأحزاب نفسها، تمهيداً لخوض الانتخابات، إن لجهة إعداد لائحة المرشحين إلى الكنيست، سواء عبر انتخابات تمهيدية أو عبر إحدى مؤسسات أو لجان الحزب، أو تعيينهم من قبل القيادة الروحية كما في الأحزاب الحريدية. وعشية الانتخابات، كان قد تلقى حزب «الليكود» ضربة باستقالة وزير الاتصالات والرفاه موشيه كحلون، نظراً إلى ما يتمتع به من شعبية وإلى ما يمثّله من وجه اجتماعي للحزب. وكان كحلون فاز بالمرتبة الأولى في قائمة الحزب في انتخابات 2006، كما احتل المرتبة الخامسة في قائمة انتخابات 2009. وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فان الحديث يدور عن خسارة لحزب «الليكود»، لأن المسألة مرتبطة بحزب حاكم يوجد بين وزرائه الـ15 شرقيان فقط، فيما تبلغ نسبة مصوّتيه من الطوائف الشرقية 80 في المئة.