واشنطن | كشف مسؤولون أميركيون أن غالبية الأسلحة التي تنقل سراً إلى الجماعات السورية المسلحة في سوريا، بإيعاز من دول غربية وعربية خليجية، وتحديداً السعودية وقطر، تذهب إلى جماعات إسلامية جهادية متشددة، لا إلى الجماعات المعارضة (العلمانية). وقال هؤلاء المسؤولون إن هذا هو الاستنتاج الذي خلصت إليه تقارير سرية عرضها مجلس الاستخبارات القومي الأميركي على الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار مساعديه. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن المعلومات الاستخبارية بهذا الشأن ألقت بظلال من الشك حول ما إذا كانت الاستراتيجية الأميركية لمساعدة الجماعات المسلحة في سوريا والتدخل بطريقة غير مباشرة في البلاد، قد حققت الغاية المرجوّة منها بشأن مساعدة المعارضة السورية في إطاحة الحكومة السورية، أو أنها بدلاً من ذلك تخلق بيئة خصبة لظهور حركات جهادية جديدة في المنطقة معادية للولايات المتحدة في المستقبل. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي مطّلع على هذا الملف قوله إن «أغلب المساعدات الفتاكة تذهب إلى جماعات المعارضة السورية التي قد تنقلب على الولايات المتحدة في المستقبل». وكرر موقف الإدارة الأميركية بأنها لا ترسل الأسلحة إلى سوريا مباشرة، لكنها توفر الدعم الاستخباري والدعم لإرسال أسلحة خفيفة بالتنسيق مع السعودية وقطر.
وكشف المسؤول النقاب عن وقوع معظم هذه الأسلحة في أيدي جهاديين متشددين في سوريا. وقال إن «هذا الوضع دفع مسؤولين إلى الإعراب عن شعورهم بالإحباط لعدم وجود موقع مركزي لتوزيع الشحنات وطريقة فعالة للتأكد من طبيعة الجماعات التي تحصل عليها».
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، هذا هو السبب الذي دفع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، ديفيد بترايوس، إلى القيام بزيارة سرية لتركيا الشهر الماضي لمحاولة توجيه عملية الإمداد بالأسلحة. كذلك أُرسل العديد من العناصر إلى تركيا للمساعدة في إرسال المساعدات مباشرة إلى رموز بعينها في المعارضة السورية.
من جهتها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أنه بسبب سياسة إدارة أوباما، فإن تنظيم القاعدة فى سوريا بات أكثر نشاطاً وفاعلية عن ليبيا، إضافةً إلى عزوف معظم التكتلات والقوى الليبرالية في سوريا عن الانخراط في حوار مع واشنطن ونفورها من ذلك بسبب تقاعسها عن نجدة الشعب
السوري.