وافقت دمشق على مناقشة طرح وقف اطلاق النار خلال عيد الأضحى، في وقت أعلنت فيه موسكو أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لا خطّة لديه لحلّ الأزمة، فيما شجّعت واشنطن الدول المجاورة لسوريا على مراقبة مجالها الجوي. وأعلنت دمشق استعدادها للبحث في طرح وقف اطلاق النار الذي دعا إليه الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي لمناسبة عيد الأضحى، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ أيّ مبادرة «تتطلب تجاوب الطرفين» لتنجح. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، «نتطلع إلى لقاء السيد الإبراهيمي لنرى ما هو موقف الدول النافذة الأخرى التي أجرى محادثات فيها خلال جولته». وأضاف هل ستمارس هذه الدول «الضغط على المجموعات المسلحة التي تستضيفها وتموّلها وتسلّحها لكي تلتزم بوقف اطلاق النار هذا؟».
في موازاة ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ليس لديه بعد خطة لحلّ الأزمة السورية. وأشار بوغدانوف في حديث لوكالة «نوفوستي» إلى أنّ «كما نفهم، لا يوجد للإبراهيمي بعد خطة لحلّ الأزمة السورية. لكن لديه أفكاراً عامة لوسائل تحقيق ذلك. وهو ينوي بشكل خاص استخدام بنود خطة سلفه كوفي أنان والبيان الختامي لمؤتمر مجموعة العمل في جنيف». بدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن مجلس الأمن الدولي هو الجهة الوحيدة القادرة على إرسال قوات سلام إلى سوريا، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب موافقة دمشق أيضاً.
في السياق، أعلنت جامعة الدول العربية أن أمينها العام نبيل العربي سيلتقي اليوم الأخضر الإبراهيمي في مقرّ الجامعة في القاهرة. واعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلِّي، أن لقاء العربي مع الإبراهيمي «في غاية الأهمية» بعد الجولة الهامة التي قام بها الابراهيمي في عدد من دول المنطقة. وأضاف بن حلِّي أن العربي سيستمع من الإبراهيمي إلى شرح لنتائج هذه الجولة وسيناقش معه الاقتراحات التي استمع إليها خلال جولته، مشيراً إلى أن مهمة الإبراهيمي في سوريا صعبة، وكل الدول العربية عبَّرت عن دعمها له. واعتبر أن «المهم هو كسر دائرة العنف الدائرة بهدنة أو بشكل نهائي»، مشيراً إلى أن «كسر دائرة العنف في سوريا ــ بدون شك ــ سيخلق مناخ جديد».
من ناحيتها، طلبت الولايات المتحدة من الدول المجاورة لسوريا مراقبة مجالها الجوي، وذلك بعد اعتراض تركيا طائرة سورية كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق وعلى متنها عتاد عسكري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، «نشجع كل جيران سوريا على توخي الحيطة في استخدام مجالهم الجوي، خصوصاً أنّ لدينا حالياً حالة ملموسة». وأضافت نولاند «ندافع عن القرار الذي اتخذته تركيا على أثر ما يبدو أنّه انتهاك لمجالها الجوي، ونحن صراحة لم يفاجئنا اتخاذ السوريين تدابير انتقامية».
في هذه الأثناء، اعتبر رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق حول سوريا، باولو بينيرو، أن «الخروقات لحقوق الانسان شهدت تصاعدا كبيرا خلال الاشهر الاخيرة، وهذه الانتهاكات الاخيرة لحقوق الانسان تعتبر جرائم حرب ارتكبتها القوات الحكومية منذ شهر تموز السنة الماضية، وهذه الخروقات هي ضد قوانين حقوق الانسان لاننا نشهد صراعا مسلحا وحصلت جرائم قتل واعتقالات ميدانية وانتهاكات جنسية ولحقوق الاطفال، ورأينا خلال الشهور الاخيرة هجمات عشوائية ضد المناطق السكنية للمدنيين في مختلف المناطق».
واشار في مؤتمر صحافي الى ان «هذه الانتهاكات تم ارتكابها ايضاً من الجيش السوري الحر والجماعات المسلحة»، لافتا في الوقت نفسه الى ان «هناك اختلافاً بين اعداد الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الحكومية والجيش السوري الحر والمستوى ليس نفسه لكن كلا الطرفين يرتكبان هذه الانتهاكات والخروقات».
إلى ذلك، حدّد الرئيس السوري بشار الأسد الأول من كانون الأول موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لملء خمسة مقاعد، من بينها اثنان شغرا بعد انشقاق نائبين، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
والمقاعد الخمسة هي واحد عن دائرة محافظة حماه الانتخابية، وآخر عن دائرة ادلب، ومقعدان عن دائرة حلب ومقعد عن دائرة الحسكة. وشغر اثنان من هذه المقاعد بعد انشقاق النائبة اخلاص بدوي والنائب حسن البش. والاثنان كانا نائبين عن حلب ولجآ إلى تركيا. وشغر مقعد ثالث جراء تعيين صطام جدعان الدندح سفيراً لسوريا في العراق في التاسع من تشرين الأول الجاري. أما المقعدان المتبقيان فشغرا بتعيين غسان قنطاري محافظاً لدير الزور ونزار موسى محافظاً لطرطوس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)