تواصلت الاشتباكات في مناطق مختلفة في سوريا، مع تركيز القوات النظامية عملياتها في حلب وحمص، حيث أعلنت سيطرتها على منطقة جوسية الحدودية، في حين أعلن المقاتلون المعارضون إسقاط طائرة في معرّة النعمان. ونفذ الجيش السوري عمليات في دوار الصاخور والشعار في حلب استهدفت فيها تجمعات للمجموعات المسلحة دمرت فيها آليات وقتلت عدداً منهم. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» بأنّ وحدة عسكرية من القوات المسلحة «نفذت عملية نوعية في الصاخور استهدفت مقراً للإرهابيين، وأدّت إلى مقتل أربعة إرهابيين بينهم أجنبي». وأضافت أن وحدات أخرى من القوات المسلحة «نفذت عمليات نوعية بين دواري الشعار والصاخور أدّت إلى مقتل عشرات الإرهابيين، وتدمير سيارة لأحد متزعمي المجموعات الإرهابية و7 سيارات مصفحة».
في موازاة ذلك، أسقط مقاتلون معارضون مروحية للقوات النظامية قرب مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرتهم في محافظة إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في محيط معرة حطاط بين القوات النظامية والمقاتلين «الذين هاجموا رتلاً للقوات النظامية مكوّناً من ست دبابات كان في طريقه لدعم معسكري وادي الضيف والحامدية».
وفي حمص، اقتحمت القوات النظامية السورية بلدة جوسية الحدودية مع لبنان، بحسب المرصد الذي قال «تمكنت القوات النظامية من اقتحام قرية جوسية بريف القصير بعد اشتباكات وقصف عنيف منذ أيام عدة»، وأعلن الجيش السوري سيطرته على البلدة. ولفت المرصد إلى أنّ القوات النظامية «تبدو مصممة على السيطرة على ريف القصير مهما كلّف الأمر».
وفي ريف دمشق، سقطت قذائف على مدينة دوما رافقها إطلاق رصاص من قبل القناصة في المدينة، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض بلدة الشيفونية للقصف. ونقل التلفزيون الرسمي أنّ «وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عدد من الإرهابيين في الشيفونية بالغوطة الشرقية، عرف منهم اثنان من متزعمي المجموعات الإرهابية».
من ناحية أخرى، أعلن التيار السلفي الجهادي في الأردن أن الأجهزة الأمنية الأردنية اعتقلت ثلاثة من أنصاره على الحدود، أثناء عودتهم إلى الأردن قادمين من مدينة درعا جنوب سوريا. وقال القيادي البارز في التيار السلفي محمد الشلبي، الملقب بـ«أبي سياف»، إن «الأجهزة الأمنية اعتقلت يوم الاثنين الماضي 3 من أنصار التيار، وهم محمد النشمي، وأبو ثائر السويطي، وفارس الخلايلة، عند الحدود، بعد عودتهم إلى الأردن قادمين من مدينة درعا».
من جهتها، عزّزت السلطات السورية الإجراءات الأمنية في محيط المباني الحكومية في دمشق تخوفاً من هجمات محتملة، بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس». وأحيط مبنى محافظة دمشق في حيّ الصالحية وسط المدينة بمكعبات من الأسمنت، وأغلق شارع «29 أيار» الرئيسي جزئياً أمام حركة السيارات، وتقوم السلطات بوضع مكعبات من الأسمنت يتجاوز ارتفاعها متراً على طول هذا الشارع الأساسي.
إلى ذلك، سقطت قذيفة هاون أطلقت من سوريا في جنوب شرق تركيا من دون أن تؤدي إلى ضحايا، كما نقلت شبكة «ان.تي.في.» التلفزيونية عن السلطات المحلية. وردت القوات التركية بقصف مواقع داخل الأراضي السوريّة.
في سياق آخر، شدّد معارضون سوريون يديرون مناطق أصبحت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا على حماية هذه المناطق من الغارات الجوية التي ينفذها النظام السوري، وذلك خلال اجتماع في مقر وزارة الخارجية في باريس خصّص لتقديم المزيد من المساعدات الانسانية. وصرّح رئيس «المجلس الثوري المدني»، عثمان بيلاوي، في مدينة معرة النعمان، أنّه «نأمل بفرض مناطق حظر جوي. نطالب بذلك منذ أكثر من عام. يمكننا التصدي لقوات برية، لكن لا نملك مضادات للطائرات».
من ناحيته، دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «المرحلة الجديدة» في قمع النظام باستخدام طائرات «ميغ» و«إلقاء براميل متفجرات وقنابل عنقودية». وأضاف «لدينا شهادات تؤكد ذلك، حتى وإن نفى النظام هذه المعلومات». ولفت إلى أنّ «هؤلاء المواطنين السوريين المثاليين يمثلون جهود تعبئة جماعية تبقى ثابتة رغم المعارك». وأضاف أنّ الهدف «هو أن ندرس معاً سبل تقديم هذا الدعم للسكان». وقال فابيوس «الأمر يتعلق بوضع برنامج مساعدة موسّع وليس فقط للمناطق المحررة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)