مع انطلاق الحملات الانتخابية الإسرائيلية، تشهد الساحة السياسية الداخلية حالة من الاهتزاز، أصابت أغلب أحزابها، كما تتواصل استطلاعات الرأي التي تحاول استكشاف المزاج الجماهيري، وموقفه من المعسكرات والأحزاب الاسرائيلية، التي أجمعت كلها – حتى الآن – على فوز تحالف الأحزاب المُصنّفة ضمن المعسكر اليميني في أي سيناريو محتمل من التكتلات.
وبحسب النتائج، التي نشرتها صحيفة «هآرتس»، أظهر استطلاع رأي، بناءً على ثلاثة سيناريوهات مفترضة، أن تحالف الأحزاب التي تتكوّن منها الحكومة، سيحافظ على غالبية تتجاوز الـ 61 مقعداً في كنيست يبلغ عدد أعضاءه 120، بما يمكّنه من اعادة تأليف الحكومة.
بحسب السيناريو الأول، الذي لا ينطوي على أي تغيير على الخريطة الحزبية الحالية، تحصل كتلة اليمين على 65 مقعداً مقابل 55 عضواً لكتلة الوسط واليسار، ويحافظ «الليكود» في هذا السيناريو على قوته من دون أن يتأثر إطلاقاً باعتزال الوزير موشيه كحلون السياسة.
بحسب السيناريو الثاني، الذي ينطلق من فرضية انضمام وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، الى قائمة حزب العمل برئاسة شيلي يحيمفويتش، يحصل «الليكود» على 27 مقعداً، ويحصل العمل على 24 وحزب «ييش عتيد/ يوجد مستقبل»، الذي يترأسه يائير ليبيد، على 10 مقاعد، ويخسر معسكر اليمين في هذه الحالة مقعدين لمصلحة معسكر الوسط واليسار. هذا ما يشير عملياً الى قدرة ليفني على اجتذاب مصوتين من اليمين لمصلحة قائمة العمل.
أما في ظل السيناريو الثالث، الذي يتضمن تأسيس حزب وسط جديد يقوده رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، ويضم شاؤول موفاز وليفني وحزب ليبيد، ويكون ارييه درعي، على رأس حركة شاس كجزء من قيادة مشتركة مع الزعيم الحالي للحركة ايلي يشاي، فقد تتراجع قوة «الليكود» الى 24 مقعداً، فيما تنال قائمة أولمرت 25 مقعداً، ويحصل «العمل» على 17 مقعداً و«شاس» على 14 مقعداً، وحزب «اسرائيل بيتنا» على 13 مقعداً و«ميرتس» على 4 مقاعد.
في موازاة ذلك، تتداول بعض التقديرات الاسرائيلية امكان انتقال حزب شاس إلى التحالف مع معسكر الوسط اليسار، على خلفية عودة زعيمه السابق ارييه درعي، وهو ما قد يقلب صورة المشهد، فيما لو تحقق هذا الاحتمال، إذ سيحصل المعسكر المقابل لنتنياهو، على 60 مقعداً في الكنيست، فضلاً عن مقاعد الأحزاب العربية التي يمكن أن تمثل في هذه الحالة قوة مانعة تحول دون تأليف «الليكود» حكومة مقبلة.