صنعاء ــ الأخبار عدن ــ الأخبار
تنذر المعطيات الميدانية في اليومين الأخيرين بتعقيد مسارات إطلاق العملية السياسية مع اقتراب موعد مؤتمر «جنيف 2». ورجحت مصادر مطلعة تأجيل المؤتمر إلى آخر الشهر الجاري عوضاً عن عقده يوم الأحد المقبل، في ضوء التصعيد العسكري في الجنوب وتعز، مع إعادة تنظيم «القاعدة» سيطرته على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية واستيلائه على ميناء المكلا في حضرموت، فضلاً عن إماطته اللثام عن حضوره في تعز وقتاله هناك.

«القاعدة» و»داعش» ينتشران جنوباً

وفي عدن التي ترزح تحت سيطرة «داعش» و»القاعدة»، دخل عناصر منتمون إلى تنظيم «القاعدة»، ليل أول من أمس، إلى حديقة الملكة فكتوريا في حي التواهي وأمطروا تمثال الملكة بالرصاص، فيما نصب عناصر متشددون قيل إنهم يتبعون لتنظيم «داعش» نقطة عسكرية على الطريق العام قرب قاعدة العند الجوية، شمالي عدن، حيث عمدوا الى تفتيش المسافرين وإجبارهم على توزيع منشورات تدعو الى الانضمام إلى التنظيم «من أجل الجهاد».
وتسود حالة من السخط بين أبناء عدن هذه الأيام جراء غياب الدولة وسيطرة التنظيمات التكفيرية على معظم أجزاء عدن وانعدام الأمن والخدمات الأساسية، الأمر الذي دفع بعشرات الأهالي إلى تنظيم وقفات متفرقة في أكثر من مكان في عدن، طالبوا فيها باستعادة الدولة وطرد التنظيمات المتطرفة وتوفير المواد الأساسية ولا سيما مادة الغاز، التي اختفت منذ يومين في المدينة بعد ارتفاع سعرها بشكل جنوني.
وطالب الأهالي الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وحكومته والسلطة المحلية وكل الجهات المعنية، بالنظر إلى حالهم والعمل على سرعة التحرك من أجل إعادة الأوضاع إلى طبيعتها وإنهاء الأزمة والوضع السيئ الذي تعيشه عدن منذ وصول قوات «التحالف».
وأوضحت مصادر في «المقاومة الشعبية الجنوبية» أن حراسته رصدت تحركات لعناصر مجهولين منذ أيام شوهدوا يتحركون في محيط معسكر بدر، الأمر الذي دفع بمقاتلي «الحراك الجنوبي» إلى ملاحقتهم إلى منزل ملاصق لمعسكر بدر القريب من مطار عدن الدولي، حيث وجدوا كمية من المتفجرات بداخله، موضحاً أن قوات إماراتية كبيرة من القوات التي وصلت الى عدن أخيراً، تتمركز في الجزء الواقع قرب معسكر بدر من مطار عدن، على بعد أمتار من المنزل الذي عثر فيه على المتفجرات.
على صعيد آخر، قطع موظفون محتجون الشارع العام في مدينة المعلا في محافظة عدن. وقالت مصادر محلية إن موظفين ومتقاعدين قطعوا، يوم أمس، الشارع العام في الخط الدائري في المعلا، احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم منذ عدة أشهر. وأفاد محتجون بأنهم اضطروا الى قطع الشارع، بعد وقوفهم لساعات طويلة في طوابير الانتظار، أمام مكتب بريد الشيخ إسحاق لتسلم مرتبات شهرية مؤجلة، غير أن إدارة البريد تعزو عدم صرف المرتبات الى انعدام السيولة النقدية في مكتب البريد.

قُتل يوم أمس أول جندي
قطري ضمن قوات «التحالف»


يذكر أن بعض مكاتب البريد في عدن تفتح أبوابها يوماً واحداً في الأسبوع، وأن الأزمة تسبب بها المحافظ الذي عينه هادي أخيراً، وهي التي زادت المشكلة تعقيداً، إذ عمد المحافظ الى تعيين مدير عام جديد لبريد عدن؛ وهو ما رفضته الهيئة العامة للبريد وفرعها في عدن.

ميناء المكلا في قبضة «القاعدة»

وأفادت معلومات عن استيلاء «القاعدة» على جمارك وميناء المكلا (مركز محافظة حضرموت) بشكلٍ رسمي. وأكد مصدر ملاحي أنه «بعد أكثر من أسبوع من الترتيبات المريبة»، سيطر تنظيم القاعدة، أول من أمس، على ميناء وجمارك المكلا، وتولى إدارتهما بطريقة بدائية. وقد اجتمع عناصر من التنظيم صباح أمس، بالإدارات والشركات العاملة في الميناء لهذا الغرض، حيث تم وضع آليات جديدة للتعامل وتحصيل الرسوم والعوائد التي يتم بمقتضاها تحصيل 100000 ريال رسوم مقطوعة للحاويات.
من جهةٍ أخرى، عقد قادة «المقاومة الشعبية الجنوبية» في الضالع اجتماعات بهدف بحث التحشيد على الحدود الشمالية للمحافظة استعداداً لهجومٍ يروجون لحصوله، من قبل الجيش و»اللجان الشعبية».
وفي محافظة شبوة، شمالي شرقي عدن، تستمر المواجهات العنيفة بين قوات الجيش اليمني المسنود بـ«اللجان الشعبية» من جهة، وبين المجموعات المسلحة المؤيدة للتحالف.
وأفادت معلومات بأن الجيش اليمني أحرز تقدماً ملموساً على الأرض، وقتل اثنين من كبار ضباط ما يسمى «جيش الشرعية» الذي قدم من مأرب لتعزيز جبهات قوات «التحالف» في بيحان في شبوة ومناطق أخرى.



سيطرة وشيكة على تعز

وتمكن الجيش و»اللجان الشعبية» من السيطرة على مديرية المسراخ في تعز، ما يؤشر بحسب مصادر عسكرية إلى قرب السيطرة على محافظة تعز بالكامل. ونشر «القاعدة» مشاهد مصورة لعناصره وميليشياته وهي تقاتل في جبهة تعز إلى جانب المجموعات المسلحة. وأفاد مصدر عسكري «الأخبار» (علي جاحز)، بأن قوات الجيش و»اللجان الشعبية» نجحت في تأمين مديرية المسراخ جنوب تعز بعد معارك ضارية استمرت يومين، انتهت بدحر مسلحي «الإصلاح» و»القاعدة» منها. وجاء تأمين مديرية المسراخ بعد تأمين منطقة بلعان وأجزاء كبيرة من نقيل رباح في المسراخ والسيطرة على جبل الشجرة الاستراتيجي في ساعة متأخرة، وتأمين عدد من التباب المحيطة في منطقة الأقروض مساء أول من أمس، إضافةً إلى تأمين تبة الجعشر في جبل المحروز في صبر الموادم ودحر المرتزقة منها. في هذه الأثناء، شن طيران العدوان غارات استهدفت منطقة الأقروض بعد تطهيرها من قبل الجيش و»اللجان الشعبية».
وفي عملية نوعية، تمكن الجيش و»اللجان الشعبية» في ساعة مبكرة صباح أمس من استهداف مركز قيادة «التحالف» في وادي القاضي في مديرية المظفر. وأكد المصدر العسكري لـ«الأخبار» أن الضربة أصابت الهدف إصابة مباشره، مؤكداً أن ما لا يقل عن 20 عنصراً من المسلحين قتلوا في العملية كحصيلة أولية. من جهتها، أعلنت قوات «التحالف» في اليمن، يوم أمس، مقتل الجندي القطري محمد حامد سليمان وهو أول جندي قطري يقتل في اليمن.