بدأ موقع ويكيليكس، أمس، نشر ما قال إنها أكثر من مئة ملف من ملفات وزارة الدفاع الأميركية تسرد تفاصيل سياسات الاحتجاز العسكري في معسكرات بالعراق وخليج غوانتنامو خلال السنوات التي أعقبت هجمات 11 أيلول. وانتقد موقع ويكيليكس، في بيان له، القواعد التي قال إنها أدت إلى انتهاكات وإفلات الجناة من العقاب. وحث نشطاء حقوق الإنسان على استخدام هذه الوثائق للتحقيق في ما سماها «سياسات عدم المحاسبة». ونقل البيان عن مؤسس الموقع، جوليان أسانج قوله «تظهر سياسات المحتجزين... تكون منطقة مظلمة لا يطبق فيها القانون أو الحقوق... حيث يمكن احتجاز الأشخاص دون أثر بأمر من وزارة الدفاع الأميركية». وأضاف أسانج «إنها تظهر التجاوزات التي حدثت في الأيام الأولى من الحرب في مواجهة عدو مجهول، وكيف نضجت هذه السياسات وتطورت وتحولت في نهاية الأمر إلى حالة دائمة من الاستثناء الذي تجد الولايات المتحدة نفسها الآن فيه بعد مضي عقد».
وكشف موقع ويكيليكس أن عدداً من الوثائق التي سينشرها مرتبط باستجواب المحتجزين، وأنها تظهر منع ممارسة عنف بدني مباشر، وأضاف إن الوثائق أظهرت «سياسة رسمية تنطوي على إرهاب المحتجزين خلال الاستجواب، إلى جانب سياسة إتلاف تسجيلات التحقيقات... ما أدى إلى حدوث تجاوزات والإفلات من العقاب». وتابع إن عدداً من الوثائق التي لا يمكن أن يطلق عليها وصف سوى «سياسات عدم المحاسبة» ستنشر أيضاً.
وذكر الموقع أن من بين تلك الوثائق وثيقة بتاريخ 2005 بعنوان «سياسة تحديد أرقام مسلسلة للمحتجزين». وجاء في بيان ويكيليكس «هذه الوثيقة تتعلق بإخفاء المحتجزين سراً ونقلهم رهن احتجاز وكالات حكومية أميركية أخرى، مع عدم إدراج أسمائهم في السجلات المركزية العسكرية الأميركية من خلال عدم إعطاء رقم سجل لأي سجين». ولم يسهب ويكيليكس في شرح ما تتضمنه الوثائق، لكن نشطاء لحقوق الإنسان يقولون إنه بعد هجمات 11 أيلول، استخدمت وكالة المخابرات المركزية الأميركية «مواقع سرية» في دول صديقة للتحقيق مع المشتبه فيهم، وفي بعض الأحيان تعذيبهم خارج نطاق الإجراءات القانونية العادية.
بالمقابل، رفضت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في لندن التعليق على الموضوع، وقالت إنه ليس لديها تعقيب حالياً. إلى ذلك، زارت مصممة الأزياء البريطانية المعروفة، فيفيان ويستوود، مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج في سفارة الإكوادور بوسط لندن، حيث لجأ منذ حزيران الماضي لتجنب تسليمه إلى السويد. وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» إن ويستوود ارتدت قميصاً يحمل صورتها مع عبارة «أنا جوليان أسانج» حين زارت الأخير للمرة الأولى في السفارة الإكوادورية بلندن للاطمئنان إلى صحته.
(رويترز، يو بي آي)