شكل الإعلان عن توحيد قائمتي حزبَي الليكود وإسرائيل بيتنا، للانتخابات الإسرائيلية المقبلة، مفاجأة في الوسط السياسي عامة، وداخل حزب الليكود خاصة، إذ بحسب تقارير إعلامية عبرية، تسود أوساط «الليكود» حالة من الغليان، جراء هذا التحالف، وخصوصاًَ أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن أن حليفه الجديد، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، سيكون له الحق في اختيار منصب وزير الدفاع في أي حكومة، يترأسها بعد الانتخابات.
وأكد موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، أن بعض وزراء «الليكود» يعربون عن تحفظهم على الاتفاق، رغم أنهم يمتنعون عن التعبير عن موقفهم علناً، لكنها أشارت في الوقت نفسه الى أن حالة الغليان في «الليكود» لن تمنع المصادقة داخل مؤتمر الحزب على الاتفاق. وكان نتنياهو قد استدعى الوزير من دون حقيبة بني بيغن، ووزير شؤون الاستخبارات، دان مريدور، من حزب الليكود، وأطلعهما على توحيد القائمتين، من دون أن يجري معهما أي مشاورات حول هذا الأمر، لكن الوزيرين رفضا التعقيب على الاتفاق، رغم أنهما سبق أن عارضا مثل هذا الخيار، في مرحلة سابقة.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن مريدور يدرس احتمال اعتزال الحياة السياسية، رداً على قرار نتنياهو التحالف مع ليبرمان، وهو ما قد يؤدي إلى انسحاب العديد من مناصري «الليكود». كما دعا الوزير ميخائيل إيتان، المعارض لهذه الخطوة، إلى عقد مؤتمر «الليكود» فوراً، بهدف التصدي للاتحاد مع «إسرائيل بيتنا»، واصفاً هذه الخطوة بأنها بمثابة اتفاق للقضاء على «الليكود»، وتهديد للديموقراطية الإسرائيلية. مع ذلك، فإن الكباش بين نتنياهو والمعارضين من داخل الليكود، على خيار توحيد الكتلتين، سيتم حسمه خلال جلسة مؤتمر الليكود اليوم، والذي نجح عدد من أعضائه بتأمين 400 توقيع تكفي لإجراء تصويت سري خلال جلسة المؤتمر.
في سياق متصل، رفعت خطوة الاتحاد بين قائمتي «الليكود» و«إسرائيل بيتنا»، من احتمالات عودة رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، إلى الحياة السياسية، بعدما كان يميل إلى الامتناع عن ذلك في الأيام الماضية، حسب إعلان عدد من قادة حزب «كديما»، الذين تحدثوا معه في الأسبوع الماضي. كذلك نقلت «يديعوت» عن أولمرت قوله، إن الوضع الجديد الذي تشكل «يفرض طرح بديل لسلطة نتنياهو _ ليبرمان».
في موازاة ذلك، أدار رئيس حزب العمل السابق، عامير بيرتس، محادثات مع أغلب قادة معسكر الوسط واليسار، بدءاً من رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش ورئيسة حزب كديما السابقة تسيبي ليفني، ورئيسها الحالي شاؤول موفاز، ومع رئيسة «ميرتس» زهافا غلاؤون، ورئيس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل) المحسوب على الوسط، الصحافي يائير بيليد، تهدف إلى إيجاد توافق مواز لاتفاق نتنياهو ـــ ليبرمان.
محادثات نصت على أن كل أحزاب الوسط واليسار توصي الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، بتسمية رئيس الحزب الذي ينال أكبر عدد من المقاعد، من أجل تشكيل الحكومة المقبلة. ونقلت تقارير إعلامية عبرية عن مقربين من بيريز قولهم، إنه «على الرغم من أن قادة الأحزاب لم يرفضوا فكرة بيرتس، إلا أن فرص تحقق ذلك لا تزال ضعيفة».
من جهتها، دعت يحيموفيتش إلى توحيد القوى السياسية تحت قيادتها، وأكدت أنها لن تنضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو وليبرمان، أما رئيسة حزب «ميرتس»، غلاؤون، فاعتبرت أن الليكود تحول إلى تهديد استراتيجي على الطابع الديموقراطي لإسرائيل، وأن من يرغب في الحفاظ على الطابع الديموقراطي يجب أن يلتزم من الآن بعدم الدخول في «حكومة ليبرمان».
في المقابل، رفض، رئيس «يش عتيد»، يائير لبيد، توحيد معسكر الوسط واليسار.