بدأ الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي رحلة البحث عن مقترحات جديدة لحلّ الأزمة السورية. ومن موسكو تشارك ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «الأسف» على فشل تحقيق الهدنة في عيد الأضحى، فيما يصل الإبراهيمي اليوم إلى بكين متابعاً جولته. وأبدى الإبراهيمي أسفه لعدم تحقيق الهدنة في سوريا نجاحاً أكبر. وصرّح، بعد محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن الأمم المتحدة ليس لديها خطط فورية لإرسال قوات لحفظ السلام إلى سوريا في الوقت الحالي.
وقال، خلال مؤتمر صحافي: «أنا آسف جداً لأن هذه الدعوة (للهدنة) لم تلقَ استجابة للمستوى الذي أملناه، لكن هذا لن يثنينا. هذا لن يثنينا؛ لأن سوريا مهمة جداً، ولأن الشعب السوري يستحق دعمنا واهتمامنا». وسئل الإبراهيمي عمّا إذا كانت المنظمة الدولية سترسل بعثة لحفظ السلام إلى سوريا، فقال: «لا خطة في الوقت الراهن لإرسال بعثة لحفظ السلام، لكن توجد خطة طارئة؛ لأنّ ذلك قد يصبح ممكناً في المستقبل».
من جهته، قال لافروف إنّ موسكو أيضاً تشعر «بخيبة أمل» من عدم التزام الطرفين في سوريا بالهدنة، إلا أنّه أكد أنّه لا فائدة من الخلاف بشأن من انتهكها. وشدّد على موقف روسيا المتمثل بأن الأزمة ستحلّ حين تبدأ قوى غربية وإقليمية مثل تركيا مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد وليس فقط مع المعارضة.
في السياق، انتقدت وزارة الخارجية الروسية مجلس الأمن الدولي، ورأت أن عجزه عن إدانة العمليات «الإرهابية» في سوريا يشجع مدبريها على القيام بها. وأشار البيان إلى أنّ الوفد الروسي في مجلس الأمن الدولي أعدّ، بعد تنفيذ «العملية الإرهابية» يوم 26 تشرين الأول بالقرب من ملعب للأطفال في دمشق، مشروعاً موجزاً لبيان مجلس الأمن للصحافة يندد بهذا «العمل الإرهابي».
في موازاة ذلك، أعلنت الصين أن الأخضر الإبراهيمي، سيزورها اليوم وغداً. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم الخارجية الصينية، هونغ لي، قوله إن الصين تثمّن وتدعم تنسيق الجهود الذي يبذله الإبراهيمي للدفع باتجاه حلّ سياسي للمسألة السورية.
ورأى هونغ لي أنّ الصين دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحثّت الأطراف المعنية في سوريا على تطبيق اقتراح الهدنة خلال أيام عيد الأضحى الأربعة، لمنع سقوط مزيد من الخسائر. وأضاف أنه تبيّن أن السبيل السياسي بدلاً من استخدام القوة هو الطريق الوحيد لتحقيق الحلّ السلمي والمناسب للنزاع السوري. ميدانياً، شنّ الطيران الحربي السوري «أعنف الغارات» على مواقع للمعارضة السورية، وقد تركّزت خصوصاً في ريف دمشق وشمال غرب البلاد. فقد شنّت الطائرات الحربية «48 غارة خلال أربع ساعات» بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتركزت الغارات الجوية على قرى وبلدات في محافظة إدلب، وخصوصاً حول مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الأول. وفي ريف دمشق، نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات على مزارع بلدة رنكوس في ريف دمشق «التي تعتبر أحد معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة القلمون»، بحسب المرصد.
وأوضح مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أنّ الغارات استهدفت البساتين والمزارع «حيث يحاول الإرهابيون تجميع قواتهم وتعزيز مواقعهم».
وفي مناطق أخرى من ريف العاصمة، أفاد المرصد عن مقتل ثلاثة أشخاص جراء قصف وإطلاق نار في مدينة دوما. وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة في محيط دوار الليرمون بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد الذي أفاد عن اشتباكات متقطعة في حيّي الحمدانية وسليمان الحلبي. كذلك قتل خمسة عناصر من القوات النظامية «إثر الاشتباكات العنيفة المستمرة في محيط معسكر وادي الضيف مع مقاتلين من جبهة النصرة ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة»، بحسب المرصد.
وفي محافظة حمص، تعرّض حيّ دير بعلبة بمدينة حمص للقصف من قبل القوات النظامية، التي تحاول اقتحامه والسيطرة عليه، بحسب المرصد الذي أشار إلى سقوط مقاتل معارض جراء اشتباكات في المزارع المحيطة بالحيّ.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصادر من الشرطة، قولها إن «6 أشخاص استشهدوا وأصيب أكثر من 50 في التفجير الإرهابي»، في منطقة جرمانا بريف دمشق. في السياق، انفجرت سيارة مفخّخة في منطقة الحجر الأسود جنوب العاصمة السورية دمشق، ما أدّى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.
من ناحية أخرى، ردّت المدفعية التركية بعد سقوط قذيفة سورية على أراضي تركيا من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وسقطت القذيفة السورية قرب قرية «بيشاصلان» في المنطقة الحدودية جنوب محافظة «هاتاي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)