سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى إقناع الدول العربية بأنها ستستفيد من أي هجوم قد تشنّه إسرائيل على إيران، لأنه سيبدّد خطراً يحتمل أن تتعرض له ويخفف التوتر في الشرق الأوسط. ووجه نتنياهو إلى إيران عدة تهديدات مستترة بمهاجمة برنامجها النووي، مناشداً الولايات المتحدة والأمم المتحدة أن تضعا لإيران حداً لا تتجاوزه في أي أعمال تطوير أخرى للبرنامج. وقال نتنياهو، في مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية نشرت أمس، إن مثل هذا الهجوم لن يؤدي الى تفاقم التوتر في المنطقة كما يحذر كثير من المنتقدين، مضيفاً «أعتقد أن شعوراً بالارتياح سينتشر في المنطقة بعد خمس دقائق (من الهجوم)، خلافاً لما يقوله المتشكّكون». وتابع أن «إيران ليست محبوبة في العالم العربي، بل على العكس، وبعض الحكومات في المنطقة وكذلك مواطنوها يدركون أن تسلح إيران نووياً يمثل خطراً عليهم لا على إسرائيل وحدها».
في غضون ذلك، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من البوسنة أمس، إيران مجدداً إلى بدء مفاوضات «جديّة بنيّة حسنة» حول برنامجها النووي، مذكّرة بأن «نافذة المفاوضات» لن تكون مفتوحة «إلى ما لا نهاية».
وقالت إن «رسالتنا لإيران واضحة. نافذتنا (للتفاوض) لتبديد مخاوف المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني بالسبل الدبلوماسية تبقى مفتوحة، لكنها لن تبقى كذلك إلى ما لا نهاية».
في المقابل، لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى إمكان «حلحلة» ملف البرنامج النووي لبلاده «عندما تنتهج الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إضافة الى ألمانيا ) نهجاً منطقياً خلال المفاوضات مع إيران».
وقال «إن المشاكل العالقة ستُحلّ إذا ما اعترف الجانب الغربي رسمياً بحق إيران في امتلاك دورة الوقود النووي لأغراض سلمية».
إلى ذلك، حظرت إيران تصدير حوالى 50 سلعة أساسية للحفاظ على إمدادات السلع الضرورية في مواجهة تشديد العقوبات الغربية. وقال نائب وزير الصناعة جواد طغوي، في خطاب نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، إنه لم يعد بإمكان التجار الإيرانيين تصدير سلع من بينها القمح والطحين (الدقيق) والسكر واللحوم الحمراء، إضافة إلى الألومنيوم والصلب. وأضاف أنه ستعلن قائمة أخرى من المنتجات المحظورة في وقت لاحق.
وقالت وكالة «مهر» للأنباء إن الحظر يشمل إعادة تصدير بعض السلع المستوردة بدولارات مدعومة من الحكومة.
وتوفر الحكومة الإيرانية الدولار بسعر 12 ألفاً و260 ريالاً للدولار لسلع معينة. وفي السوق المفتوحة يبلغ سعر الدولار 32 ألف ريال.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)