أعلن الرئيس التونسي المؤقت، المنصف المرزوقي، تمديد العمل بحالة الطوارئ المفروضة على البلاد لمدة ثلاثة أشهر إضافية، وذلك في إجراء هو التاسع من نوعه منذ بدء العمل بقانون الطوارئ في 14 شباط من العام الماضي. وقالت دائرة الإعلام والتواصل التابعة للرئاسة التونسية في بيان مقتضب وزعته في ساعة متأخرة من مساء الاربعاء، إن «قرار التمديد جاء باقتراح من القيادات العسكرية والأمنية، وبعد التشاور مع رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر».
ولفت مراقبون إلى أن قرار تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة ثلاثة أشهر يأتي في وقت شهدت فيه منطقة دوار هيشر من الضاحية الغربية لتونس العاصمة أعمال عنف وشغب قتل خلالها شخصان محسوبان على التيار السلفي المتشدد.
وبالتزامن مع القرار، أشارت وكالة «الأنباء التونسية» إلى أن الأجواء المتوترة استمرت في منطقة دوار هيشر من ولاية منوبة حيث سجلت حالات اعتداء على رجال الحرس الوطني. وقالت الوكالة إن مجموعة تضم من وصفتهم بـ«المحسوبين على التيار السلفي» عمدت إلى «مهاجمة دوريات من الحرس الوطني في المنطقة حيث رشقت سياراتهم بالحجارة والزجاجات الحارقة»، ما اضطر رجال الأمن إلى إطلاق الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع.
وسجلت أيضاً محاولة للسيطرة على سيارة تابعة لوحدة الحرس بالمنطقة، ما أسفر عن إصابة عنصر أمن بأداة حادة (سيف)، وذكر مصدر أمني أن «عدداً من العناصر السلفية قام بتجميع وإعداد زجاجات حارقة تم الاحتفاظ بها داخل جامع النور».
في سياق متصل، تظاهر مئات من رجال الامن من مختلف الاجهزة الامنية في تونس، أمس، لادانة الهجمات التي يقولون إنهم يتعرضون لها وخصوصاً من قبل التيار السلفي، ونقص الوسائل الموضوعة بتصرفهم.
وأكد المسؤول في النقابة العامة للحرس الوطني، سامي قناوي لوكالة «فرانس برس» ادانة اعمال العنف التي تحصل في البلاد، مطالباً الحكومة باتخاذ الاجراءات اللازمة بسرعة كبيرة جداً لحماية العناصر وعائلاتهم الذين تلقوا تهديدات.
وشكا رجال الامن المتظاهرون ايضاً من عدم اعتراف التونسيين بجهودهم بعد أن عانت الشرطة من سمعة سيئة في تونس بسبب القمع الذي مورس ابان عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
واعتبر معز دبابي من نقابة الحماية المدنية ان الشرطة فقدت هيبتها منذ سقوط النظام، ولا تحظى بالاحترام من قبل الشعب الامر الذي يزيد من مخاطر تعرضها للاعتداءات. وأضاف أنه عندما يفقد شرطي هيبته فإن كل الدولة تفقد هيبتها.
من جهة اخرى، حملّ متظاهرون على راضية النصراوي الناشطة في مجال حقوق الانسان والتي جاءت تقدم دعمها، فدفعوها بقوة وشتموها.
وقال شرطي غاضباً «لا تتوقف عن توجيه الشتائم لنا ثم تأتي إلى تجمع لقوات الامن».
من جهة اخرى، ألقت قوات الامن التونسيةالقبض على اربعة شبان تونسيين كانو يخططون لخطف يهود يقيمون في جرجيس جنوبي العاصمة. وقال المسؤول في وزارة الداخلية، لطفي الحيدوري لوكالة «رويترز» إن «قوات الامن أجهضت خطة لاختطاف شبان يهود في جرجيس... تم القاء القبض على اربعة شبان وتم حجز قطع سلاح غير متطورة».
وأضاف الحيدوري أن الشبان كانوا يهدفون للمطالبة بفدية مالية بعد اختطاف يهود.
من جهته، أعلن رئيس الطائفة اليهودية في جربة، بيريز الطرابلسي، لـ«رويترز» مشاركة شرطي ضمن المجموعة التي كانت تنوي الخطف.
وأعرب الطرابلسي عن وجود حالة من القلق في اوساط اليهود في جربة وجرجيس، مطالباً الحكومة بالتحرك وتوفير الحماية اكثر للجالية اليهودية.
في اطار آخر، طالب سكان معتمدية «تالة» التونسية القريبة من الشريط الحدودي مع الجزائر «بالانفصال» عن ولاية القصرين (وسط غرب) وتحويل منطقتهم إلى ولاية مستقلة بذاتها حتى تخرج من دائرة «التهميش».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)