قدّمت بكين مقترحاً من أربع نقاط لحلّ الأزمة في سوريا، بعد زيارة الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي لها، فيما يزور وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مقرّ جامعة الدول العربية يوم الأحد المقبل. بينما عاشت سوريا يوماً جديداً من الاشتباكات والغارات العنيفة. وكشفت الصين تفاصيل اقتراحها الجديد لحلّ الأزمة في سوريا، الذي يتضمن وقف إطلاق النار تدريجياً أو على مراحل.
وذكر التلفزيون الصيني أنّ «الاقتراح الرباعي»، الذي عرضه وزير الخارجية، يانغ جيه تشيه، على الوسيط الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي يتضمن أولاً أن «تعمل الأطراف ذات الصلة في سوريا على وقف القتال والعنف، والتعاون مع جهود وساطة الإبراهيمي، وعليها أن تسعى إلى وقف النار منطقة بعد منطقة أو على مراحل». أما النقطة الثانية، فتقضي بأن تنتدب الأطراف ذات الصلة ممثلين مفوضين عنها، وأن يساعدوا الإبراهيمي والمجتمع الدولي بصياغة خريطة طريق للانتقال السياسي عبر المشاورات وإقامة هيئة حاكمة انتقالية واسعة التمثيل. والنقطة الثالثة تنصّ على أن يدعم المجتمع الدولي جهود الإبراهيمي من أجل تحقيق تقدّم حقيقي في تنفيذ بيانات جنيف وخطة كوفي أنان السداسية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. أما النقطة الرابعة، فتدعو الأطراف ذات الصلة إلى أن تتخذ خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا.
من ناحية أخرى، يجري الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، يوم الأحد المقبل مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقر الجامعة العربية في القاهرة حول الأزمة السورية، حسبما قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي.
وأكد بن حلي أنّ العربي سيبحث مع لافروف في الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالي في سوريا، ويطّلع عن قرب منه على «نية» روسيا ومبادرتها بشأن سوريا. وأضاف «بعد ذلك سيعلَن الموقف العربي منها».
في سياق منفصل، أعرب وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، عن اعتقاده بأنّ الجيش السوري قادر تماماً على مواجهة المعارضة المسلحة، مشيراً إلى أنّ مسألة إرسال قوات روسية إلى سوريا بمهمة حفظ سلام ليست مطروحة للنقاش حالياً. ورأى سيرديوكوف أنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيستمرّ في موقفه، رافضاً ترك منصبه كرئيس للجمهورية، إدراكاً منه أن هذا يعني الانتحار.
من جهته، حمّل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية «تزايد التطرف في سوريا»، نظراً «إلى عدم دعم الشعب السوري» في مواجهة النظام. وأضاف أنّه «في المناطق المحرّرة من أيادي النظام، هناك حالة فوضى واحباط، لأن النظام لا يزال يقتل على نحو جنوني ويستخدم كافة أنواع الأسلحة». ورأى سيدا أن «المجتمع الدولي يجب أن يوجّه إلى نفسه النقد، ويسأل نفسه ماذا قدّم إلى الشعب السوري، وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل على نحو جنوني». ورأى أنّ «نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل إمكانياتنا محدودة أكثر مما نرغب».
ميدانياً، شنّت الطائرات الحربية السورية غارات جوية على بلدات في ريف دمشق وقرى شمال غرب سوريا، فيما تعرضت مناطق أخرى للقصف من قبل القوات السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي محافظة إدلب، نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارينن، فيما دارت «اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة» في محيط معسكر وادي الضيف، الواقع على بعد كيلومترين شرق معرة النعمان.
وتعرّضت قرى الجبل الوسطاني للقصف من قبل القوات النظامية، رافقتها اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في المنطقة، ودارت اشتباكات قرب قرية حيش. وفي ريف العاصمة، قصفت طائرات مروحية منطقة الحجر الاسود «ما أدى إلى سقوط جرحى»، كما قصفت طائرة حربية محيط حرستا بريف دمشق بثلاث قذائف.
وتعرض حيّ السكري في حلب وبلدات دير حافر، والسفيرة، وتل حديا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية «مما أدى إلى سقوط جرحى»، فيما شهدت عدة أحياء أخرى في المدينة «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة». وشمل القصف كذلك منطقة اللجاة، وبلدات الغارة الغربية، والمسيفرة في ريف درعا من بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، بينما تجدّد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة داعل صباح أمس.
في موازاة ذلك، قتل 28 جندياً نظامياً سورياً في هجمات شنّها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد. وقال المرصد «قتل 28 عنصراً من القوات النظامية على الاقل اثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب»، الواقعة في محافظة إدلب. وأشار إلى أنّ المقاتلين استهدفوا «حاجزي ايكاردا على طريق حلب سراقب، حيث جرى الاستيلاء على عربات مدرعة من الحاجزين». كما «دُمّر حاجز حميشو على طريق سراقب أريحا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)