الكويت ــ الأخبار نجحت السلطات الأمنية الكويتية، أمس، في إجبار المعارضة على فضّ احتجاجها بالقوة، عبر سدّ المنافذ المؤدية الى مكان الاحتجاج، ثم استخدام الغاز المسيل للدموع، قبل أن تلاحق المتظاهرين في الطرق الفرعية، فيما نفى وزيرا خارجية الكويت والأردن ما تردّد عن إرسال عمان قوات أردنية الى المملكة بغرض قمع تحركات المعارضة وإجهاضها.
وقال شهود إن الشرطة الكويتية استخدمت الغاز المسيّل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا للاحتجاج على قواعد التصويت الانتخابي الجديدة مساء أمس. وأضافوا إن المتظاهرين اضطروا إلى تغيير مكان الاحتجاج الى منطقة مشرف بدلاً من منطقة أبراج الكويت بالعاصمة بعدما سدت قوات الأمن الطرق المؤدية إليها.
وطاردت قوات الأمن المتظاهرين على الطريق الدائري السادس السريع وفي منطقة مشرف. وقال ناشط من المعارضة إنهم أنهوا الاحتجاج «بعدما أوصلوا رسالتهم وتصدي الشرطة لهم بالغاز المسيّل للدموع».
وقُبيل انطلاق المسيرة، دعت المعارضة أنصارها الى المحافظة على الطابع السلمي للتظاهرة، وقال منظمو التظاهرة في تغريدة عبر «تويتر» «سنبقى سلميين مهما كان الثمن، المسيرة السلمية واجب وعهد والتزام». وطلب القيادي المعارض مسلم البراك من أنصار المعارضة تسليم من يلجأ إلى العنف للشرطة.
في المقابل، نشرت السلطات مئات العناصر من القوات الخاصة (شرطة مكافحة الشغب) في العاصمة الكويت، كما أغلقت بعض الطرق المؤدية الى نقاط التجمع التي حددها منظمو التظاهرة. وشوهدت بعض الآليات المدرعة في وسط الكويت، كما عمدت شركات الى إغلاق أبوابها في وقت مبكر.
وكانت السلطات الكويتية قد أكدت أن تنظيم مسيرات احتجاجية من دون إذن سيتم التعامل معه بالقوة إذا ما تطلب الأمر ذلك. وقال وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» «مسؤوليتنا الحفاظ على الأمن والنظام العام وردع كل خروج عن القانون».
في غضون ذلك، نفى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة شائعات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت عن إرسال آلاف العناصر من قوات شرطة الشغب لديها لمساعدة السلطات الكويتية على التعامل مع الاحتجاجات. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ خالد الصباح في الكويت «هذا غير صحيح على الإطلاق».
بدوره، قال الشيخ صباح الخالد، رداً على سؤال بهذا الخصوص، إن «وزارة الداخلية الكويتية أصدرت بياناً واضحاً بهذا الشأن، حددت فيه الموقف بجلاء ووضوح وهو منشور، وبالإمكان الاطلاع عليه في أي لحظة»، في إشارة الى البيان الذي نفى وجود قوات أجنبية.
وحول فحوى اتفاقية التعاون بين وزارتي الداخلية في الكويت والأردن التي تم توقيعها أمس، أكد الشيخ صباح الخالد أن التعاون بين البلدين «ليس وليد اليوم أو اللحظة، بل امتد هذا التعاون منذ استقلال الكويت في عام 1961... هذا الأمر ليس بمستجد».