في خطوة مفاجئة، أصدر الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، أمس، مرسوماً قضى بتعيين الأمير محمد بن نايف وزيراً جديداً للداخلية، خلفاً للأمير أحمد بن عبد العزيز الذي لم يمض على تعيينه سوى 5 أشهر خلفاً للأمير نايف بن عبد العزيز بعد وفاته. وقال مرسوم ملكي نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»: «يعفى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية من منصبه بناءً على طلبه».
ويأتي تعيين محمد بن نايف في وقتٍ تمر فيه السعودية والمنطقة بمرحلة تعد الأكثر حساسية في تاريخها. ويُعرف عن الأمير محمد تمتعه بقبضة حديدية في وزارة الداخلية بعدما تحول إلى الرجل الأول فيها منذ مرض الأمير نايف وتولي نجله إدارة شؤونها.
واللافت أن توقيت القرار الملكي بتعيين الأمير محمد، الذي قاد عملية مطاردة القاعدة منذ عام 2003، جاء بعد تسجيل حادثين أمنيين في السعودية خلال الأيام القليلة الماضية. وسجل أحدثها أمس بإعلان مسؤول أمني سعودي رفيع المستوى، مقتل جنديين خلال كمين نصبته مجموعة من القاعدة في منطقة نجران.
ونقلت الوكالة السعودية عن المتحدث الأمني في وزارة الداخلية قوله: «تمكن رجال الأمن من متابعة المعتدين أثناء محاولتهم تجاوز الحدود الى اليمن والقبض عليهم وعددهم 11 شخصاً» بينهم يمني. وأشار إلى أن «جميع المقبوض عليهم من السعوديين هم ممن سبق أن أوقفوا لارتباطهم بجرائم وأنشطة الفئة الضالة وأُطلق سراحهم أخيراً»، في إشارة إلى القاعدة. أما الحادث الثاني، فلا تزال تفاصيله غامضة. ووقع يوم الخميس الماضي عندما انفجر صهريج غاز على طريق خريص شرق الرياض مسبباً مقتل 26 شخصاً، فضلاً عن اصابة 133 شخصاً.
وكان المغرد السعودي «مجتهد» قد تطرق على موقع «تويتر» الشهر الماضي إلى الكيفية التي يفكر بها كبار أمراء آل سعود لمرحلة ما بعد الملك عبد الله، ومن بين هؤلاء الأمير محمد بن نايف. ومما قاله في حينه: «بمقاييس الأسرة ــ التي تستبعد الدور الشعبي ــ فإن محمد بن نايف يتفوق على الجميع، ولن يجد صعوبة في الاستيلاء على الوضع بعد تحالفه مع أعمامه». وأوضح أن محمد بن نايف «كسب كثيراً من أعمامه وهيأ للتحالف معهم ضد كل من ينافسه. وكان أداؤه كـ«رجل حكم» هو الوسيلة التي كسبهم بها».
وذكر «مجتهد» يومها أن محمد بن نايف تعلم كيف يحصل على تفويض رسمي برضى كل أجنحة الأسرة الحاكمة بتوزيع قواته بسرعة فائقة والتفتيش والاعتقال والدهم أينما اراد. وأضاف: «كل ما يحتاجه الأمر بضعة تفجيرات مفتعلة هنا وهناك، ومن الأفضل أن يصاحبها قصص وتعليقات جاهزة للإعلام تضخم أثر هذه التفجيرات». ولفت إلى أنه «رغم أن التفجيرات السابقة لم تكن من ترتيب الداخلية، لكن بعضها كان على علم بها ولم تمنعه، لأن محمد بن نايف كان يريد أن يشتري به نفوذاً في العائلة».
وتوقف «مجتهد» عند ما تردد في التويتر يومها «عن خطة للداخلية لتوزيع بعض المتفجرات لتبرير سيطرة الداخلية على الوضع»، واصفاً أنه «كان مبالغاً فيه ومحرفاً، لكن له أصل». وأضاف: «الحقيقة نعم؛ فقد أعد محمد بن نايف خطة تفجيرات بعد وفاة الملك أو إذا مرض الملك يبرر فيها نشر قواته في كل مكان».
كذلك تطرق مجتهد إلى الميزات التي تضمن تفوق محمد بن نايف، الذي سبق أن تعرض في 28 ايلول 2009 لمحاولة اغتيال فاشلة، مشيراً إلى أنه «شخص جاد ومتابع وذكي وممسك بكل تفاصيل إدارته». ومما ذكره «مجتهد» في حينه أن «محمد بن نايف كسب العائلة الحاكمة لأنه قمع كل المعارضين «بجدارة»». وأشار «مجتهد» إلى أن محمد بن نايف تفاهم مع الأميركيين «مباشرة بعد أن أثبت لهم جدارته في محاربة الإرهاب وحصل على تزكيتهم».
ومن الميزات التي رأى «مجتهد» أن محمد بن نايف يتمتع بها، تحكّمه «بكل القطاعات الأمنية التي تتميز عن القطاعات المسلحة الأخرى بأنها في حالة جاهزية كاملة».
(الأخبار)