رام الله | لم يكد الشباب الفلسطيني ينتهي من اقتحام متاجر المستوطن الإسرائيلي رامي ليفي، القريب من رام الله، حتى فوجئ الجميع بوجود ليفي شخصياً في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بدعوة فلسطينية، والأكثر من هذا كله، بحضور عربي لافت، تحت عنوان «كسر الجمود» الحاصل في المسيرة السلمية، وفي محاولة لتشكيل إطار ضاغط على صناع القرار. ليفي صاحب شبكة المتاجر في المستوطنات، لم يكن وحده، بل ضمن وفد من رجال الأعمال الإسرائيليين للمشاركة في اجتماعات مبادرة «كسر الجمود»، في منزل رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري. وبحسب مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، يأتي هذا الاجتماع استكمالاً لاجتماعات تهدف إلى خلق تحالف دولي عربي إسلامي يهودي، يضم شخصيات فلسطينية وإسرائيلية مستقلة لها صيت ذائع في مجتمعاتها، ومؤثرة على صناع القرار لكسر الجمود الحاصل في عملية السلام، وتخفيف الضغط على القيادة الفلسطينية. كذلك شارك في الاجتماع، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ورئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، وروبرت سيري ممثلاً عن هيئة الأمم المتحدة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، وفراس بن رعد ممثلاً عن الرباعية الدولية، إلى جانب وفود عربية وتركية وأوروبية قدمت مداخلاتها في هذه الاجتماعات.
وكما جاء في بيان رسمي لمجموعة «كسر الجمود»، تأتي أهمية الاجتماعات بسبب الانسداد في أفق العملية السياسية، وإبراز حتمية الدولة الواحدة، وشرح أبعاد هذا الانسداد ومخاطره على حل الدولتين، وإمكانية انفجار المنطقة، مع التشديد على ضرورة التركيز على «سوداوية الوضع الحالي ومخاطره على إسرائيل، ورفع المكانة للقضية الفلسطينية، وأهمية حلها في ضوء ما يبدو أنه تراجع بسبب الانشغال بالربيع العربي».
اللافت في الأمر، عدم السماح لأي وسيلة إعلام فلسطينية بحضور الاجتماع، فيما جرى التأكد من حضور عدد من الصحافيين الإسرائيليين. وصدرت ردود أفعال رسمية وشعبية منددة بوجود وفد إسرائيلي على رأسه المستوطن رامي ليفي، في مدينة فلسطينية كـ«جبل النار» نابلس، وخصوصاً أن ليفي أعلن انضمامه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أيام معدودة فقط في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.
من جهته، استهجن الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، النائب بسام الصالحي، مشاركة وفد إسرائيلي، في لقاء المصري، وعدّه «أمراً غير مقبول ويجب أن يتوقف مهما كانت الذرائع والمبررات». ورأى أن من واجب السلطة الرسمية عدم توفير الغطاء أو التغاضي عن هذا النوع من اللقاءات، الذي يمثل طعنة لحركات التضامن ولحملات مقاطعة إسرائيل ومنتجات المستوطنات التي تخوضها حركات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وخاصة على الساحة الأوروبية.
أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، فقد طالب المصري بالاعتذار للشعب الفلسطيني عمّا جرى، والتعهد بعدم تكراره، داعياً إلى ضرورة مقاطعة ليفي «الذي بنى متاجره على أراضٍ فلسطينية محتلة، وإلى ضرورة مقاطعة هذه المتاجر التي تستخدم أرباحها في بناء المستوطنات».
هذا وقد استنكر أمين سر حركة فتح في إقليم نابلس، محمود اشتيه، زيارة ليفي «المشبوهة» لنابلس، «بدعوة لا تليق بنضالات وتضحيات نابلس جبل النار ونابلس الشهداء». ورأى اشتيه أن «هذا النوع من الفاعليات يهدف أولاً وأخيراً إلى تحسين شروط منظميه، وليس لمعالجة ما يعانيه شعبنا من مشاكل وأزمات اقتصادية».