الجزائر | باءت مساعي الأحزاب المشاركة في انتخابات مجالس البلديات والولايات الجزائرية لحشد الناخبين في مهرجاناتها وتجمعاتها بلا جدوى. فقد ادخل غياب الجمهور اضطراباً كبيراً على برنامج الحملة الانتخابية وألغيت عشرات اللقاءات المبرمجة مع الناخبين، وجد في بعضها المنظمون انفسهم وحدهم في الصالات والأماكن المخصصة للتجمعات قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 29 من الشهر الحالي.ورغم مناشدة ممثلي القوائم والأحزاب مرات عديدة في اليوم على قنوات التلفزيون والراديو الرسميين ونشر البرامج الانتخابية على الصحف في شكل إشهار أو تصريحات، إلا أن استجابة الناخبين بقيت ضئيلة جداً في مختلف الولايات والبلديات.
ففي العاصمة وحدها، ألغيت سبعة مهرجانات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بعدما وجد منظموها أنفسهم وحدهم، وشمل الإلغاء احزاباً صغيرة وأخرى تُعَدّ كبيرة لتقاليدها في المشاركة بالانتخابات في كل مناسبة.
وفي المناطق الريفية، التي كانت في العادة تهتم بالانتخابات المحلية، سجل أيضاً غياب الجمهور، سواء بالنسبة إلى قوائم احزاب السلطة او المعارضة.
وبعدما فشلوا في استدراج الناخبين إلى الأماكن المخصصة للمهرجانات، قصد المرشحون الاسواق الاسبوعية والمقاهي الشعبية والمطاعم ومحطات الحافلات والقطارات للقاء الناخبين وتحولت الخطابات التقليدية إلى مجرد لقاءات قصيرة يغلب عليها طابع الحثّ على المشاركة في الانتخاب اكثر مما هو تقديم لبرامج متنافسة. وحتى على المستوى الرسمي، لم تول الإدارة المركزية اهتماماً كبيراً لهذه الانتخابات، مع أنها الأكبر على الاطلاق في البلاد.
رئيس اللجنة العليا المستقلة للانتخابات المحلية، محمد صديقي، رأى أن متابعة الناس للانتخابات المحلية طبيعي أن تكون ضعيفة بالنظر للطريقة التي استُعدّ لها وايضاً لما يعرفونه من شح اداء هذه المجالس في الدورات السابقة؛ فمشاكل الناس تتجددّ والبيروقراطية تثقل كاهل المواطن. وانتقد صديقي ما عدّه اهمالاً من السلطات الرسمية لهذه الانتخابات. ويتنافس عشرات الآلاف من المرشحين في الانتخابات على المقاعد في اكثر من 1500 مجلس بلدية و 48 مجلس ولاية (محافظة) يشرف عليها نحو نصف مليون عون اداري وامني وتصرف عليها اكبر ميزانية انتخابية. وينتظر أن تفرز الانتخابات نفس نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث يتوقع أن تحصد جبهة التحرير اكبر عدد من المجالس يليها التجمع الديموقراطي ثم حزب العمال والاسلاميين المتكتلين في «الجزائر الخضراء». وقد استعد الاسلاميون للهزيمة مسبقاً وبرروا هذا بتأكيدهم أن السلطة «ستخيط» الانتخابات على المقاس بما يضمن استمرار الوضع.