غزة ــ الأخبار واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، لليوم السادس على التوالي، ولم تتراجع أو تلجم غاراتها، رغم الجهود الحثيثة التي تبذل في القاهرة من أجل التوصل إلى التهدئة. وكان الجدير بالسخرية أمس، أن جيش العدو تحدث عن استهداف أكثر من 1350 هدفاً منذ بداية عدوانه! وجلّ ما حققه على أرض الواقع هو استهداف المدنيين خلال ستة أيام من العدوان، بحيث سقط أمس 32 شهيداً وأكثر من 190 جريحاً، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان الى 103 إضافة الى880 جريحاً.
وشنّت طائرات الاحتلال غارات استهدفت مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع، وقصفت برج الشروق الذي يضم عدداً من مكاتب الإعلاميين والصحافيين في حي الرمال وسط مدينة غزّة، واستهدفت سيارة كان يستقلها مدنيون في منطقة الصفطاوي، وشنّت غارات على بيت حانون وتل الهوى وخان يونس ودير البلح وأرض السرايا وحي الزيتون، كما قصفت طائرات الاحتلال مركز شرطة الشجاعية ومسجد الإصلاح في حي الشجاعية وملعب فلسطين، ومنطقة الأنفاق ودوار أبو شرخ في جباليا، ومدينة رفح وتل الزعتر وبيت لاهيا.
وأصيب الصحافي الجزائري أسامة زيد بجراح، إضافة إلى إصابة فتاتين من المتضامنات المصريات اللواتي دخلن الى القطاع أول من أمس، برفقة نحو 400 متضامن، بإغماء نتيجة استهداف إسرائيلي لمركز شرطة العباس غرب مدينة غزة.
وقصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية شاطئ مدينة غزة بالقذائف، كما شنّت الطائرات غارة على مركز الشرطة البحرية في دير البلح. وجددت الطائرات غاراتها على موقعي اليرموك والخيالة غرب غزة وموقع الجدار التابع للقسام خلف أبراج الشيخ زايد شمال القطاع، خلّفت أضراراً مادية في منازل المواطنين.
وكان جلّ الذين قتلهم الاحتلال من المدنيين، عدد كبير بينهم من الأطفال والنساء. ورأت وزارة الصحة، على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة، أن تزايد أعداد الشهداء والجرحى من الأطفال يدل على أن إسرائيل أعدّت عدّتها لقتل الأطفال الأبرياء في قطاع غزة.
ومن بين الشهداء كان مقاوم في سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي. وقالت السرايا في بيان إنها تزف «شهيدها القائد رامز نجيب حرب، أبا عبيدة، الذي ارتقى إلى علياء المجد والخلود عصر الاثنين في عملية اغتيال صهيونية جبانة بمدينة غزة». وأوضحت أن الشهيد مسؤول جهاز الإعلام الحربي لسرايا القدس في لواء غزة.
كذلك شيّع أكثر من ألف فلسطيني عائلة الدلو، 11 شهيداً بينهم 5 أطفال، التي قضت في غارة أول من أمس، وسط دعوات للثأر، في جنازة سادها الحزن والغضب.
من جهة ثانية، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال أنّ الهجمات الصاروخية الفلسطينية من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة انخفضت بنسبة 40 في المئة، وأن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ على قطاع غزة 1350 غارة جوية منذ بدء عملية «عمود السحاب». وقال إن «الغارات الإسرائيلية على منصات الصواريخ والبنى التحتية للمنظمات الفلسطينية قلّلت من عدد الهجمات بنسبة 40 في المئة»، مع العلم بأن كل الهجمات استهدفت مدنيين. وأضاف أن «سلاح الجو أغار على 1350 هدفاً. وبلغ عدد الأهداف التي استهدفتها الغارات خلال الليلة الماضية 80 هدفاً (هي مقار) تابعة للتنظيمات الإرهابية، ومواقع تستخدم لإطلاق الصواريخ، منها ما هو تحت الارض، ومعسكرات تدريب ومستودعات أسلحة وانفاق».
بدورها، قالت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال، لوبا السمري، إن «مجمل الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزة منذ بدء الحملة بلغت 1010، ومنذ منتصف الليل حتى الآن أطلق أكثر من 96 صاروخاً تجاه مدينة أشكلون (عسقلان). اعترضت القبة الحديدية 31 صاروخاً وسقط ثلاثة في مناطق مأهولة بالسكان، والباقي لم يعثر عليها. لم تحدث إصابات بشرية، بل سبّبت أضراراً مادية».
في غضون ذلك، انعكست أجواء المفاوضات، بشأن تهدئة، ميدانياً، إذ جرى إعلام الوحدات الاحتياطية في جيش الاحتلال بأن فرصة دخولهم الى قطاع غزة باتت مقلّصة جداً، فيما حذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من اللحظة الأخيرة التي تسبق الاتفاق، والتي ستحرص فيها الفصائل الفلسطينية على إطلاق آخر دفعة من الصواريخ وبشكل استعراضي، كي تسهم في تكوين صورة اليد العليا، كمن أطلق النار أخيراً في المعركة.
وقد حذرت 38 منظمة غير حكومية تنتمي الى اتحاد الوكالات الدولية للتنمية من «كارثة إنسانية» في غزة في حال استمرار العنف، وقالت «إن على المجتمع الدولي أن يضغط على الحكومة الإسرائيلية لتترك المعابر الحدودية مفتوحة».