لم يسفر لقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون إلى أي اتفاق أو حتى «مسار مشترك» بين البلدين حول الأزمة السورية. في وقت تواصل فيه الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض، عبر اعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قرار الاعتراف بالائتلاف «ممثلاً وحيداً للشعب السوري». وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّه لم يتمّ تحديد مسار مشترك بين روسيا والولايات المتحدة حول الأزمة في سوريا. وقال، عقب لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في كمبوديا، «نحن متمسكون باعلان جنيف، الذي يدعو الى تشكيل جهاز اداري انتقالي على أساس الاتفاق بين السلطات والمعارضة. ولكن بغية التوصل إلى هذا، يجب على المعارضة التوحد وفقا لاعلان جنيف». وتابع «سألت كلينتون كيف ترى واشنطن التقدم في هذه الظروف ممكناً. لكنني لم أسمع إجابة نهائية»، مشيراً إلى أنها «أكدت فقط أنّ الولايات المتحدة تركّز على اتفاقيات جنيف». واعتبر لافروف أنه «لا يجوز اتخاذ القرارات بالنيابة عن الشعب السوري، بل يجب إجلاس الفرقاء إلى طاولة المفاوضات».
كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، التقى في اسطنبول، بممثلي ائتلاف المعارضة السورية، ومن بينهم رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي»، عن بيان لوزارة الخارجية، أنّ «المشاركين في اللقاءات أجمعوا على ضرورة أن تنطوي التسوية المنتظرة في سوريا على ضمانات أمنية مؤكدة، وتكفل حقوق ومصالح كافة المجموعات الاثنية والدينية ومواطني الجمهورية العربية السورية، وتضمن مشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد على قدم المساواة، كما أكدوا حرصهم على المحافظة على سيادة واستقلال سوريا ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها». وتابع البيان أن بوغدانوف بحث معهم إيجاد سبل لحلّ الأزمة السورية في أسرع وقت، منوهاً بأن الطرف الروسي يواصل العمل مع كافة فصائل المعارضة السورية، وأنه يرى أهمية انتظامها على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا وما اتفقت عليه مجموعة العمل حول سوريا خلال اجتماعها في جنيف.
في سياق آخر، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في مجلس العموم، أنّ بريطانيا قرّرت الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية الجديد ممثلاً وحيداً للشعب السوري. وأوضح أن قرار الاعتراف بالائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري» اتخذ نظراً للتعهدات التي قطعها قادته خلال زيارتهم إلى لندن، موضحاً أنّه طلب من محادثيه تعيين ممثل لهم في بريطانيا.
كما تعهّد، وليام هيغ بتقديم «دعم عملي» كبير للائتلاف، وقال هيغ «إنّ بريطانيا تزيد مساعداتها الإنسانية مع تفاقم الأزمة واقتراب فصل الشتاء»، وشدّد على أن الحاجة الملحة الآن هي «للتحول السياسي إلى قيادة جديدة ومشروعة تعبّر عن ارادة الشعب السوري، وقادرة على وضع حد للعنف، والبدء بإعادة بناء البلد بدعم اقليمي ودولي».
من جهته، انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، اعتراف الاتحاد الأوروبي بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، الذي تشكّل مؤخراً، قائلاً إنّ نوايا الدول الغربية تجاه سوريا أصبحت مكشوفة تماماً لشعوب المنطقة. وأضاف أنّ «أيّ إجراء يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا ويحول دون مشاركة الشعب السوري، يشير إلى نوايا غير صادقة ولتمرير أهداف غير صادقة أيضاً». وتابع أنّ «ماضي الدول الغربية في المنطقة غير مقبول، فالدول الغربية تقوم بأيّ شيء لخدمة مصالحها وتلتزم الصمت إزاء جرائم الكيان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني، فيما تعارض أيّ إجراء يسهم في دعم الأمن والاستقرار في سوريا».
وأشار مهمانبرست إلى تفاصيل الخطة الإيرانية لحلّ الأزمة السورية، موضحاً أنّها تتضمّن عدة خطوات، الأولى منها تتمثّل بوقف العنف والحدّ من التدخل الخارجي، أما الخطوة الثانية فتقضي بوجوب منع إرسال السلاح إلى سوريا وبدء‌ حوار وطني، فيما تتمثل الخطوة الثالثة بأن تقوم لجان المتابعة التي تمّ تشكيلها حتى الآن بإجراء الإصلاحات وتعديل الدستور وإقامة الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
من ناحيته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من أن تؤدي عسكرة الأزمة السورية إلى خلق «ساحة قتال اقليمية». كما دعا الأسرة الدولية إلى دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، من أجل تطبيق حلّ سياسي «يلبّي التطلّعات المشروعة للشعب السوري».
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، 26 ناشطاً سورياً معارضاً. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية «أكي» أنّ الناشطين السوريين يشاركون في دورة تدريبية متقدّمة في مجال العلاقات الدولية، والدبلوماسية، والإدارة العالمية، والتي تقام تحت رعاية المؤسسات الإيطالية المتخصّصة وبدعم من وزارة الخارجية الإيطالية. وقال بيان للوزارة إنّ «الدورة هي جزء من مبادرات الحكومة الإيطالية، التي تقوم بها لتعزيز المعارضة الديموقراطية السورية، بهدف دعم المرحلة الانتقالية المستقبلية». ولفت تيرسي للحضور إلى أنّ «المستقبل الذي نعمل معاً لأجله هو تحقيق سوريا ديموقراطية وخالية من الاستبداد، وتحترم الحرية وحقوق جميع مواطنيها، من دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو الدين، أو المعتقدات السياسية». وأضاف «ستستعيد سوريا بفخر مكانها في الأسرة الدولية لتصبح طرفاً فاعلاً في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)