رام الله | رغم أن إنهاء الانقسام هو مطلب كل فلسطيني، إلا أن ما أعلن خلال تظاهرة ضمت الآلاف وسط رام الله عن إنهاء الانقسام، لم يأخذه الفلسطينيون على محمل الجد، ذلك أن مثل هذا الأمر حدث أكثر من مرة وكانت العثرات تتبع الإعلان دوماً. فقد أعلنت قيادات من فتح وحماس والجهاد والتنظيمات الفلسطينية الأخرى، أول من أمس، الوحدة وإنهاء الانقسام من مدينة رام الله فى الضفة الغربية تضامناً مع غزة. وقال القيادي فى حركة فتح، اللواء جبريل الرجوب، عبر مكبرات الصوت فى تظاهرة في مدينة رام الله «من هنا نعلن إلى جانب قيادات أخرى أننا ننهى الانقسام». وكان النائب في المجلس التشريعي، محمود الرمحي، قد مثل حركة «حماس» في الاتفاق على المصالحة، فيما أعلن الرجوب عن بدء فعاليات وبرنامج وطني لوقف العدوان والتصدي له تحت مسمى «جسد فلسطيني واحد». لكن تأكيدات السياسيين على أنه تم انهاء الانقسام لم يقنع الكثيرين.
ويرى محمد أمين أن «إنهاء الانقسام الحاصل لا يمكن أن يبنى على حراك عفوي للتضامن مع غزة». وأضاف «المسألة بحاجة لما هو أكثر، الشعب بكل تأكيد ضد الانقسام وفئة الشباب بشكل خاص للتكاتف في وجه العدوان الإسرائيلي، لكن هناك حاجة ماسة لرؤية قرار سياسي شجاع من قيادة الفصائل مجتمعةً وعمل على الأرض يوحي بإعادة اللحمة أكثر من مجرد فعاليات ومسيرات في رام الله أو غيرها». ويؤكد أمين أن «ما جرى داخل المسيرات غير كاف، ونحن بحاجة لموقف رسمي أكثر شجاعة مما طفا خلال التظاهرات في مراكز المدن وعلى الصعيد العملي».
أما علي عبيدات من القدس، فبدا أكثر وضوحاً عندما وصف ما حدث بأنه «نَفخ في قربة مقطوعة»، أما ما يجب أن يحدث فعلاً فهو الوحدة في الميدان في الضفة وغزة كونها السبيل الوحيد لإصلاح «القربة».
بدوره، أوضح سائد أنضوني من بيت لحم «أن الجميع يرحب بإنهاء الانقسام، لكن انهاء الانقسام لا يكون في التظاهر في الشوارع، وإنما بالقبول بالشراكة السياسية»، مضيفاً «هذا أمر لا أعتقد أن فتح أو حماس مستعدة له».
أما رامي دعيبس من جنين، فأعرب عن أمله في أن يكون هذا الحراك جدياً وحقيقياً، «وأن يكون بداية التحول نحو انهاء حقيقي للانقسام يشمل القيادات، لأن المواطن العادي لم ترق له مسألة الانقسام وكان يرفضها تماماً». وأضاف «لذلك هذه الحركة من الشارع هي متوقعة في ظل ما يتعرض له قطاع غزة وتؤكد على وحدانية الوطن ورفضاً لمحاولات تقسيمه». وأعرب عن أمله في أن «يحذو المستوى السياسي حذو الشارع ويتابع هذا الملف لإنهائه والتقدم الى الأمام».
أما حسام عز الدين من رام الله، فرأى أن ما جرى «اعلان يعبر عن رغبة الشارع الفلسطيني منذ ان بدأ الانقسام، لكن بشكل عام تبقى إعلاناً ما دام لم هذا الاعلان لم تتبعه إجراءات عملية واضحة، بمعنى أنه اعلان عاطفي». وأضاف «لكن يبدو أن هناك إجراءات عملية خاصة اذا اخذنا بالاعتبار أن عدداً من القيادات من الحركتين توجه إلى القاهرة».
ويرى المحلل السياسي مأمون شحادة، «أن ما حدث في رام الله من الناحية الشكلية جيد، أما من الناحية الجوهرية فهو صعب التطبيق، وقد أتى كهبّة ترتبط بالعواطف أكثر من المضمون، فنحن نجسد ضمن هذه اللحظة ارتباطاً بالنظريات التي تبتعد عن التطبيق، فهناك فرق شاسع ما بين النظرية والتطبيق».
وأضاف «المصالحة تحتاج إلى كثير من التطبيقات التي تتمحور في اطار التنازل عن المصالح الحزبية والرسمية في كلا الاتجاهين»، داعياً الجميع إلى الترفع عن «المناصب والمصالح الحزبية، وحينها نستطيع القول أن هناك مصالحة».