القدس المحتلة، غزّة ـــ الأخبار ظنّ العدوّ أنه سيخرج من العدوان الذي بدأه باغتيال قائد المقاومة الفلسطينية، أحمد الجعبري، بوجه المنتصر، عبر تأخير التهدئة ريثما يقوم بتصعيده العسكري وقتل عدد أكبر من الأرواح، لا سيما من الأطفال والنساء، مدّعياً أمام شعبه أنّه يحقق بذلك أهدافاً عسكرية. لكن المقاومة قطعت عليه كل أوهامه وضربته في العمق، في عملية نوعية في قلب تل أبيب أدت الى سقوط نحو 21 جريحاً، فيما وصلت حصيلة العدوان على قطاع غزة الى 160 شهيداً جلّهم من الأطفال والنساء والمدنيين. وأعلنت المصادر الاسرائيلية أن انفجاراً وقع في حافلة تابعة لشركة «دان» التي تصل بين بلدتي بات يام وأتيديم، بالقرب من تل أبيب. وأشارت الى وقوع 21 جريحاً. ونقلت الإذاعة العامة عن أحد الركاب قوله إنّه رأى رجلاً يرمي حقيبة أو رزمة داخل المركبة قبل أن يهرب، فيما أشارت مصادر أخرى الى فتاة. وأكّد القائد العام للشرطة الاسرائيلية يوحنان دانينو، للقناة التلفزيونية العاشرة، «نحن نتوقع محاولات هجمات في كل المدن الكبيرة، ولقد نشرنا مئات من رجال الشرطة هنا في تل أبيب».
أما وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، فقال للقناة «لا أعلم إن كان هذا الهجوم سيؤثر على المحادثات الجارية بشأن التوصل الى هدنة». وقال إنّ «الشرطة الاسرائيلية والشاباك يعرفون هوية منفذي عملية تل أبيب التفجيرية، ونشرت التفاصيل الخاصة بهم على حواجز الجيش والشرطة».
وأعلنت الشرطة حالة الاستنفار الى أقصى درجاتها في عدة مدن إسرائيلية مثل القدس وتل أبيب تحسباً لوقوع أي هجمات أخرى، كما وجّهت وزارة الخارجية الإسرائيلية برقية إلى سفرائها في أنحاء العالم، قالت فيها إن هذه العملية تعقّد الجهود الدولية من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
في المقابل، أعلنت كتائب شهداء الأقصى وكتائب أحرار الجليل مسؤوليتهما الكاملة عن تفجير الحافلة الإسرائيلية بالقرب من وزارة جيش الاحتلال في تل أبيب. وقالتا في بيان مشترك «إننا نعاهد شعبنا على تحويل المعركة الى الداخل الإسرائيلي انتقاماً لشهداء غزة الذين يسقطون في حرب عدوانية متواصلة». وأشارتا إلى أن الكتائب موجودة في القدس وتل أبيب وكل الأرض الفلسطينية، وستهاجم من كل شارع ومن كل بيت حتى دحر الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية.
وباركت «حماس» في بيان العملية في وسط تل أبيب، ووصفتها بأنها عملية بطولية ومباركة وشجاعة جاءت نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وقالت إنه «إذا استمر العدوان على غزة وقتل المدنيين فإننا سنستمر في المقاومة وبكل قوة، وسنُبقي على خياراتنا في مواجهة العدوان». بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي «إنها تبارك العملية وتعتبرها انتصاراً لضحايا غزة، وترى فيها إنجازاً إضافياً للمقاومة بعد نجاحها في قصف تل أبيب».
وفي غزة، تواصل العدوان الاسرائيلي حتى الدقائق الأخيرة قبل التهدئة التي سرت عند الساعة التاسعة. ووصل عدد الشهداء، أمس، إلى 26 إضافة الى العشرات من الجرحى، في سلسلة غارات على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى 160 شهيداً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وارتكبت الطائرات الحربية الاسرائيلية مجزرة جديدة بحق عائلة فلسطينية، فقد استُشهد 3 مواطنين من عائلة واحدة، وهم المواطن طلال العسلي وابناه أيمن وهديل في غارة إسرائيلية على منزلهم في شارع أحمد ياسين في منطقة الصفطاوي شمال غزة.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال أنه شنّ حوالى 1500 غارة جوية بسلاح الجو على قطاع غزة منذ بدء العدوان. وقالت متحدثة باسم الجيش إنه «أطلق من قطاع غزة باتجاه أراضينا منذ بدء العملية حوالى 1456 صاروخاً، سقط منها 880 في إسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدية حوالى 420 صاروخاً». ونفذت الطائرات الاسرائيلية 23 غارة على الأنفاق في رفح، ما أدى إلى اشتعال ألسنة اللهب في المكان، من دون أن تتمكن سيارات الدفاع المدني من إطفاء الحرائق نتيجة تكرار الغارات منذ منتصف الليل إلى الصباح.
من جهة ثانية، انتقد القيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق قيام مسلحين بقتل مواطنين بتهمة التعاون مع إسرائيل في غزّة، بعد قتل سبعة في ظروف مماثلة خلال الأيام الماضية، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وفي السياق، أكد إسلام شهوان، المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس»، أن «عدداً محدوداً من العملاء قاموا بتسليم أنفسهم عبر أهاليهم إلى الأجهزة الأمنية»، من دون الإشارة الى وقت حدوث ذلك. وأضاف أنه «تم إعطاء هؤلاء العملاء الأمان لتعاونهم مع الجهات الأمنية».