أعلنت لندن ترحيبها بتعيين ممثل سياسي للائتلاف المعارض فيها، في حين كشف تقرير عن طبع روسيا لأطنان من الأوراق النقدية السورية وشحنها جواً إلى دمشق، فيما تصاعدت حدة القصف والاشتباكات بالتزامن مع إسقاط المقاتلين المعارضين مروحية عسكرية باستخدام صاروخ أرض جوّ للمرة الأولى. ورحّب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية بتعيين وليد سفور ممثلاً سياسياً لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في المملكة المتحدة، وأكّد أنه لن يستخدم السفارة السورية في لندن، مشيراً إلى أن حكومته لن تعترف بالائتلاف كحكومة منفى. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: «نتطلع إلى العمل مع سفور مع مواصلة دعمنا للائتلاف المعارض، وهو معروف بصورة جيدة من قبل مسؤولي وزارة الخارجية الذين انخرطوا معه في السنوات الأخيرة من خلال عمله في مجال حقوق الإنسان، والتقاه جون ويلكس، ممثل الحكومة البريطانية الخاص لدى المعارضة السورية، وهنّأه على تعيينه».
في سياق آخر، أفادت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أن تقريراً جديداً كشف أن روسيا طبعت أطناناً من الأوراق النقدية السورية وشحنتها جواً إلى دمشق، لتمكين نظامها من دفع رواتب جنوده وموظفي الخدمة المدنية. وقالت الصحيفة إن موقع «بروبوليكا»، المتخصص في الصحافة الاستقصائية الذي أعدّ التقرير، «حصل على سجلات الرحلات الجوية، والتي أظهرت أنّ موسكو سلّمت دمشق ما يتراوح بين 120 و240 طناً من الأوراق المالية السورية على مدى 10 أسابيع، بين شهر تموز وأيلول من العام الحالي». وأشارت الصحيفة إلى أنّ الطائرات التي نقلت العملة السورية «اتّبعت طرقاً ملتوية عبر إيران والعراق، بدلاً من الطريق القصير المباشر عبر تركيا».
وقالت الصحيفة إن عمليات تسليم الأوراق المالية «ساهمت في تخفيف الأضرار التي لحقت بالنظام السوري جراء العقوبات التي فرضها عليه الاتحاد الأوروبي، ومن بينها إلغاء اتفاق مع مصرف نمساوي لطبع الليرة السورية».
بدوره، انتقد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال زيارة الى النجف أمس، إرسال أسلحة الى سوريا، معتبراً أن هذا الأمر يمثل «مشكلة بالنسبة الى السوريين». وقال، عقب لقائه رجل الدين الشيعي محمد بحر العلوم، إن «قضية سوريا قضية صعبة بسبب تدخل العديد من الدول». وأضاف أن «إرسالها (الدول) الأسلحة الى سوريا يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة الى السوريين، والجمهورية الإسلامية تعتقد أن تطبيق الإصلاحات في سوريا يحب أن يتم في جو من الهدوء».
من جهة أخرى، اتفقت أحزاب كردية سورية على إعادة توحيد صفوفها والعمل من أجل اتحاد فدرالي في سوريا، بعد اتفاق سابق لم يُنفّذ. وتحت ضغط كبير من الزعيم الكردي العراقي، مسعود البرزاني، اجتمع ممثلون عن حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، وجددوا التزامهم بمجلس أعلى مشترك. وقال المجتمعون إنّهم سينشئون جهازاً أمنياً مشتركاً، ويديرون معاً حواجز تفتيش حدودية، ويوحدون أجنحتهم العسكرية. في المقابل، أصدرت «لجان الحماية الشعبية»، التي تنتمي إلى حزب الاتحاد الديموقراطي، بياناً قالت فيه إنّها «لن تتّحد مع أيّ قوة عسكرية أخرى».
ميدانياً، استخدم المقاتلون المعارضون للنظام السوري، يوم أمس، للمرة الأولى، صاروخ أرض جوّ لإسقاط مروحية عسكرية في منطقة في ريف حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد «أصيبت الطائرة بصاروخ أرض جو مباشر أثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الأولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح». وأضاف أنّ «عشرات الصواريخ المماثلة وصلت أخيراً إلى الثوار»، مشيراً إلى أنّه لا يعرف من أي طراز هي.
في السياق، استولى مقاتلون معارضون على مقر كتيبة للدفاع الجوي على بعد 15 كلم جنوبي شرقي مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما أفاد مقاتلون في ريف حلب وكالة «فرانس برس». وأكد المرصد أنّ «مقاتلين من عدة كتائب اقتحموا كتيبة الدفاع الجوي في قرية المنطار في ريف حلب، وقتلوا وأسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على أسلحة وذخائر»، مشيراً إلى مقتل ستة مقاتلين.
من جهته، أفاد المرصد عن حشد القوات النظامية السورية تعزيزات في منطقة البساتين، الواقعة بين كفرسوسة في غرب دمشق وداريا القريبة من العاصمة، والتي استمرت الاشتباكات العنيفة في محيطها منذ أيام.
من جهة ثانية، أفاد المرصد عن مقتل عنصرين من الشرطة العسكرية السورية، يوم أمس، في انفجار سيارة مفخخة عند حاجز للشرطة في منطقة عرطوز في ريف دمشق. وفي شمال غرب البلاد، قصفت طائرات حربية سورية منطقة على بعد كيلومترين من مدينة إدلب، على الطريق المؤدية إلى قرية عين شيب، ما سبّب مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة ثلاثين آخرين بجروح، بحسب المرصد.
وتعرضت مدينة معرة النعمان، في ريف إدلب، لقصف من طائرة حربية قتل فيه خمسة مقاتلين، في وقت تستمر فيه منذ يوم الاثنين الاشتباكات العنيفة عند المدخل الجنوبي للمدينة.
من ناحية أخرى، دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، الأطراف المتنازعة في سوريا إلى ضرورة تأمين مناطق إنسانية عازلة. وقالت آموس، في مؤتمر صحافي عقدته خلال زيارتها لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، إنّ «هذه المنطقة يجب التوافق عليها من قبل جميع الأطراف المتنازعة كمنطقة محايدة لتأمين الأمن والسلامة للأفراد كأولوية».
من جهتها، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السلطات السورية بالتوقف الفوري عن استخدام القنابل العنقودية في نزاعها مع مقاتلي المعارضة.
إلى ذلك، وسّعت اليابان قائمة أهداف النظام السوري التي تشملها عقوبات، قبل ثلاثة أيام من استضافة طوكيو لاجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري». وأدرجت السلطات اليابانية 36 شخصاً و19 كياناً على قائمة الأهداف، التي تشملها هذه العقوبات، بينهم رئيس الوزراء وائل الحلقي وحاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة، إضافة إلى الشركة السورية للنفط ومصارف وشركات صناعية ووزارات.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)