أعلن الموفد الدولي العربي، الأخضر الإبراهيمي، أنّه يملك عناصر خطّة حل للأزمة السورية، في وقت رأت فيه «هيئة التنسيق» المعارضة بعد زيارتها لموسكو أنها مستعدة للتفاوض مع النظام، فيما رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنّ مفتاح الحلّ بيد روسيا. وقال الموفد الدولي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أمام مجلس الأمن، إنّه جرى تحديه لكي يقدّم خطة، وهو يحمل حالياً عناصر خطّة يمكن جمعها وإخراجها في قرار لمجلس الأمن الدولي، يمكن أن يصلح ليكون أساس الحلّ السياسي في سوريا. وفي ردّ على سؤال لـ«الأخبار»، أكّد الإبراهيمي أن وثيقة جنيف لا تزال صالحة كأساس للحلّ. ونفى أن تكون العقدة تتمثل في بقاء الرئيس بشار الأسد أو في رحيله. بدوره، تحدث مندوب سوريا بشار الجعفري عن ستة بيانات عطلتها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بحجة أو بأخرى، ما يدلّ على أنها متمسكة بدعم التدخل العسكري في بلاده، وإصرارها على بقاء الأزمة، متجاهلة قرارات مجلس الأمن ووثيقة جنيف. على صعيد آخر، أعلنت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» في سوريا أنّها تسعى إلى إجراء مفاوضات مع السلطة السورية، في موضوع تغيير النظام السياسي في البلاد. وفي ختام مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال رئيس «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير السلمي»، هيثم منّاع، إنّ ممثلي معارضة الداخل السورية دعوا روسيا إلى مطالبة النظام بوقف قصف المدن السورية. وأضاف مناع إنّ «أحاديث كثيرة تجري عن الأسد، بينما تجاوز عدد القتلى والنازحين 50 ألفاً و500 ألف على التوالي»، مشدداً على ضرورة وقف العنف وإنهاء الديكتاتورية. وصرّح «ندعم مبادرة المبعوث الدولي - العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وندعو إلى عقد مؤتمر ثانٍ يضمّ كافة القوى الجديدة». وأعلن عن عقد مؤتمر للمعارضة تستضيفه العاصمة الإيطالية بتاريخ 17 و18 كانون الأول المقبل، وأنّه جرت دعوة 33 فصيلاً سياسياً وحزباً من المعارضة السورية في الداخل والخارج، بمن فيهم عدد كبير من الضباط المنشقين عن الجيش السوري في محاولة لتوحيد المعارضة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب المنسق العام في الهيئة، عارف دليلة، قوله «نحن مستعدون ليس للحوار، بل لمفاوضات مع سلطات الجمهورية العربية السورية، نبحث فيها موضوع تغيير النظام السياسي». وأوضح دليلة أنّ «هناك مصطلحين، وهما حوار ومفاوضات. وتريد السلطة حواراً، أما هيئة التنسيق فتسعى إلى إجراء مفاوضات في موضوع تغيير السلطة».
وأوضح المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، أنّ الهدف هو إجراء «تغيير راديكالي للنظام القائم في سوريا. والهيئة تصرّ على أن تكون الثورة سلمية وتوقف إراقة الدماء، وتحاول دوماً توحيد المعارضة بناءً على المبادئ المذكورة».
في السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إنّ روسيا لم تتلق بعد دعوة رسمية لحضور مؤتمر روما. ولفت إلى أنّ روسيا ستتبنى موقفها من هذا المؤتمر بمجرّد تلقيها الدعوة الرسمية، وبعد الحصول على تصوّر واضح حول مستواه وقائمة المشاركين فيه.
في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ روسيا تحمل مفاتيح حلّ الأزمة في سوريا. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن أردوغان قوله إنّ «روسيا تحمل المفتاح، فإيران ليست في وضع يخولها حمل المفتاح بعد الآن». وأضاف إن الموقف الأميركي لم يكن مرضياً حتى الآن، قائلاً إنهم طلبوا الانتظار إلى ما بعد الانتخابات، والآن يتعيّن تأليف إدارة جديدة، و«بعد الإدارة الجديدة نستطيع أن نتكلم».
في سياق آخر، يبحث الائتلاف السوري المعارض في القاهرة، في يوم اجتماعه الثاني، وضع نظام داخلي للائتلاف، وتأليف لجانه الداخلية. وقالت رئيسة اللجنة الاعلامية في الائتلاف، ريم فليحان، إنّ «اجتماعات الائتلاف تهدف إلى الاتفاق على نظام داخلي، وتأليف اللجان الداخلية للقيام بمهمّات الائتلاف». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أنّ الحكومة الاسبانية اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، ووجّهت دعوة رسمية إلى رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب.
من ناحية أخرى، رأى الرئيس التركي، عبد الله غول، أنّه من غير المرجح أن تشنّ سوريا هجوماً على بلاده، ورأى أنّ مثل هذا الاحتمال سيكون عملاً «جنونياً».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أنّه يؤيد «خيارات الشعب السوري في اختيار النظام البديل». وقال المالكي، في مقابلة تلفزيونية، «نحن مع الشعب السوري دون تحفظ، إنّنا مع خياراته في اختيار النظام البديل طبقاً لإرادته».
إلى ذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التفجيرات التي شهدتها بلدة جرمانا في ريف دمشق، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حلّ سياسي سلمي يلبي تطلعات السوريين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)